لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

نظرية القطيعة الكارثية

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 56,536

نظرية القطيعة الكارثية
8.00$
الكمية:
نظرية القطيعة الكارثية
تاريخ النشر: 01/12/2005
الناشر: مركز الإنماء القومي
النوع: ورقي غلاف عادي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن الحكمة في هذا العصر من نهاية التاريخ، إن كانت تعلن بأسها من ادّعاء الحقيقة، لكنها تؤكد مشروعية السؤال عنها أبداً. وقد يكون موقفها ذاك لصيقاً بجوهر التغير الذي أصاب فلسفة الالتزام نفسها في العمق، إذ لم يعد هو ذلك الالتزام الآمر الناهي، الآمر مثلاً باتباع هذه المنظومة المعينة ...من الأفكار ورفض كل ما يعارضها، أو الناهي عن بدائلها الممكنة. فالتزام الحكيم هو أنه أمسى السالك على درب بل دروب الحقيقة، وليس المالك لها. لأنه ليس ثمة امتلاكاً للحقيقة بقدر ما هو التزام بمشروعيتها فحسب، حيثما تبدّت لها إشارة ما.
والحكيم هو الملتقط لتلك الإشارات وليس الصانع، أو الضامن لما تشير إليه. بل إن حكيم العصر تحلل من أعباء الضمانات كلها. إنه بالأحرى ينذر باللاضمان وحده. إنه يتعلم ويعلم السالكين معه العيش في خطر الفجاءة من أية جهة تجيء. بل ليس هو العيش في الخطر، حسب توجيه زرادشت النازل من جبل العزلة مع الحقيقة، إنما هو التعايش مع المجهول. فالمجهول هو مالك فجائيته، ما دام الآخر لا يمتلك عنه أية معرفة، والفجاءة هي المنذر باللاضمان، باللاأمان، إنها تضع السالك على عتبة الصدمة دائماً من كل شيء، وفي تقاطعات الطرقات ومنعطفاتها الخطرة، وليس في نهاياتها السعيدة أبداً. ليس في عيني الحكيم اليوم الدهشة المعهودة، ولا حتى براءة الطفل المكتشف لغرابة العالم حوله. هل أضحى كذلك ممن لم تعد تدهشهم أية حقيقة، حتى صار بريئاً من قصص الحقائق كلها، ولم يتبق في عينيه إلا سطوع أنوار الظهيرة بدون شمسها وسمتها معاً. ولو كان رأس الشمس حقاً واستطاع أن يحدد لها سمتاً، لكان ألقى حكمته الأخيرة وصعد إلى جبل زرادشت نهائياً وإلى غير رجعة. ما يمكن قوله أن العصر ينتظر شخصية الحكيم ديوجين، كيما يشعل مصباحه الضعيف، ويجول به في هذا الوقت من الظهيرة، حيثما تسطع كل الأنوار، ما عد نور الحقيقة، لأنه ليس بينها ذبالة ديوجين وحدها صاحبة الضوء الخافت الذي إن اشتعل ذات مرة فلن تقوى على تبديده أقوى عواصف السطوح المصطنعة.
مع ذلك ينبغي للمفكر في هذا العصر ألا يستقيل من دوره، ألا يغيب عن شخصه، خاصة وأن الحكمة التي أطلقها ذات مرة فيلسوف القرن العشرين المنقضي هيدغر، والداعية إلى أنه ينبغي التفكير في التقنية بطريقة غير تقنية، هذه الحكمة تلقى كل أهميتها مع الألفية الثالثة، بعد أن أصبحت الثقافة تنتقل من عالم الأدوات إلى عالم الذوات. أي أنه أصبح لدينا اليوم ما يسمى بالإنسان التقني، وليس هو المنسوخ فقط عن الأصلي، أو الروبوط، بل هو الإنسان عامة الذي (يقبل) الفكر التقني، وقد أمسى موجّهاً لذاته والآخر معاً، وليس تجاه العالم، ولا كأسلوب تعامل مع الأشياء فقط، إنما كأسلوب تواصل مع ذات النفس أساساً، عندي وعند الآخر؛ ما يعني أن فرصة الاختيار الممنوحة عادة ما بين المادية والإنسانية، قد ضاعت لحساب القطب الأول، وأضحى الاختيار حصرياً بما تقدمه التقانة من خيارات وسائلها الخاصة بها فقط. ومهما يكن من أمر فإنه وإذا كان تاريخ الحقيقة قد انحدر من الانهمام بالمطلق إلى مختبرات المعارف العلمية، إلى الفيض الهائل من المعلومات الانتقالية، وأن تاريخ القيمة قد انحدر في خط مواز لمسيرة الحقيقة، منها طلب الخير إلى التنعم بالسعادة ومفرداتها من المتع العارضة والمتحولة، فإن سيرورة الحكمة شقت طريقها الثالث بين هذين التاريخين للحقيقة والخير، وعانت من توازيها النظري، ومن تقاطعهما وتصالبها العملي، من التعارض والتغالب فيما بينها، فكتبت الحكمة عناوينها الرجراجة على هامات الحقب الفكرية والتراجيدية تلك، حول قصة الفهم وحقوقه المنتزعة من أحابيل الجهل والتضليل والمخادعة الجمعية، وحتى الكونية الميتافيزيقية، استمرت الحكمة بالرغم من كل ذلك رافعة مصباح ديوجين، مكذبة به كل ظهيرة زائفة، فكان لها تساؤلها المنبعث بعد كل الأجوبة الانتقالية الزائلة.
من هذه المقدمة التي استهل بها مطاع الصفدي كتابه "نظرية القطيعة الكارثية" يستشف القارئ مدى انشغال الباحث في متابعته لمفهوم الحكمة والمعرفة والذين شهدا تحولات على عتبات عالم يضج بالعولمة، ويغرق بتقنيات وماديات تغيب من خلالها ذاته بمعارفها بكل مقوماتها. يتابع الباحث دراسته حول القطيعة الكارثية بين حضارة العنف والمرثية الإنسية وقد جاءت تلك الدراسة ضمن محاور نحددها بالتالي: نظرية القطيعة الكارثية، من حضارة العنف إلى الإنسية النقدية، سؤال الحداثة عن الديموقراطية المعرفية.

إقرأ المزيد
نظرية القطيعة الكارثية
نظرية القطيعة الكارثية
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 56,536

تاريخ النشر: 01/12/2005
الناشر: مركز الإنماء القومي
النوع: ورقي غلاف عادي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن الحكمة في هذا العصر من نهاية التاريخ، إن كانت تعلن بأسها من ادّعاء الحقيقة، لكنها تؤكد مشروعية السؤال عنها أبداً. وقد يكون موقفها ذاك لصيقاً بجوهر التغير الذي أصاب فلسفة الالتزام نفسها في العمق، إذ لم يعد هو ذلك الالتزام الآمر الناهي، الآمر مثلاً باتباع هذه المنظومة المعينة ...من الأفكار ورفض كل ما يعارضها، أو الناهي عن بدائلها الممكنة. فالتزام الحكيم هو أنه أمسى السالك على درب بل دروب الحقيقة، وليس المالك لها. لأنه ليس ثمة امتلاكاً للحقيقة بقدر ما هو التزام بمشروعيتها فحسب، حيثما تبدّت لها إشارة ما.
والحكيم هو الملتقط لتلك الإشارات وليس الصانع، أو الضامن لما تشير إليه. بل إن حكيم العصر تحلل من أعباء الضمانات كلها. إنه بالأحرى ينذر باللاضمان وحده. إنه يتعلم ويعلم السالكين معه العيش في خطر الفجاءة من أية جهة تجيء. بل ليس هو العيش في الخطر، حسب توجيه زرادشت النازل من جبل العزلة مع الحقيقة، إنما هو التعايش مع المجهول. فالمجهول هو مالك فجائيته، ما دام الآخر لا يمتلك عنه أية معرفة، والفجاءة هي المنذر باللاضمان، باللاأمان، إنها تضع السالك على عتبة الصدمة دائماً من كل شيء، وفي تقاطعات الطرقات ومنعطفاتها الخطرة، وليس في نهاياتها السعيدة أبداً. ليس في عيني الحكيم اليوم الدهشة المعهودة، ولا حتى براءة الطفل المكتشف لغرابة العالم حوله. هل أضحى كذلك ممن لم تعد تدهشهم أية حقيقة، حتى صار بريئاً من قصص الحقائق كلها، ولم يتبق في عينيه إلا سطوع أنوار الظهيرة بدون شمسها وسمتها معاً. ولو كان رأس الشمس حقاً واستطاع أن يحدد لها سمتاً، لكان ألقى حكمته الأخيرة وصعد إلى جبل زرادشت نهائياً وإلى غير رجعة. ما يمكن قوله أن العصر ينتظر شخصية الحكيم ديوجين، كيما يشعل مصباحه الضعيف، ويجول به في هذا الوقت من الظهيرة، حيثما تسطع كل الأنوار، ما عد نور الحقيقة، لأنه ليس بينها ذبالة ديوجين وحدها صاحبة الضوء الخافت الذي إن اشتعل ذات مرة فلن تقوى على تبديده أقوى عواصف السطوح المصطنعة.
مع ذلك ينبغي للمفكر في هذا العصر ألا يستقيل من دوره، ألا يغيب عن شخصه، خاصة وأن الحكمة التي أطلقها ذات مرة فيلسوف القرن العشرين المنقضي هيدغر، والداعية إلى أنه ينبغي التفكير في التقنية بطريقة غير تقنية، هذه الحكمة تلقى كل أهميتها مع الألفية الثالثة، بعد أن أصبحت الثقافة تنتقل من عالم الأدوات إلى عالم الذوات. أي أنه أصبح لدينا اليوم ما يسمى بالإنسان التقني، وليس هو المنسوخ فقط عن الأصلي، أو الروبوط، بل هو الإنسان عامة الذي (يقبل) الفكر التقني، وقد أمسى موجّهاً لذاته والآخر معاً، وليس تجاه العالم، ولا كأسلوب تعامل مع الأشياء فقط، إنما كأسلوب تواصل مع ذات النفس أساساً، عندي وعند الآخر؛ ما يعني أن فرصة الاختيار الممنوحة عادة ما بين المادية والإنسانية، قد ضاعت لحساب القطب الأول، وأضحى الاختيار حصرياً بما تقدمه التقانة من خيارات وسائلها الخاصة بها فقط. ومهما يكن من أمر فإنه وإذا كان تاريخ الحقيقة قد انحدر من الانهمام بالمطلق إلى مختبرات المعارف العلمية، إلى الفيض الهائل من المعلومات الانتقالية، وأن تاريخ القيمة قد انحدر في خط مواز لمسيرة الحقيقة، منها طلب الخير إلى التنعم بالسعادة ومفرداتها من المتع العارضة والمتحولة، فإن سيرورة الحكمة شقت طريقها الثالث بين هذين التاريخين للحقيقة والخير، وعانت من توازيها النظري، ومن تقاطعهما وتصالبها العملي، من التعارض والتغالب فيما بينها، فكتبت الحكمة عناوينها الرجراجة على هامات الحقب الفكرية والتراجيدية تلك، حول قصة الفهم وحقوقه المنتزعة من أحابيل الجهل والتضليل والمخادعة الجمعية، وحتى الكونية الميتافيزيقية، استمرت الحكمة بالرغم من كل ذلك رافعة مصباح ديوجين، مكذبة به كل ظهيرة زائفة، فكان لها تساؤلها المنبعث بعد كل الأجوبة الانتقالية الزائلة.
من هذه المقدمة التي استهل بها مطاع الصفدي كتابه "نظرية القطيعة الكارثية" يستشف القارئ مدى انشغال الباحث في متابعته لمفهوم الحكمة والمعرفة والذين شهدا تحولات على عتبات عالم يضج بالعولمة، ويغرق بتقنيات وماديات تغيب من خلالها ذاته بمعارفها بكل مقوماتها. يتابع الباحث دراسته حول القطيعة الكارثية بين حضارة العنف والمرثية الإنسية وقد جاءت تلك الدراسة ضمن محاور نحددها بالتالي: نظرية القطيعة الكارثية، من حضارة العنف إلى الإنسية النقدية، سؤال الحداثة عن الديموقراطية المعرفية.

إقرأ المزيد
8.00$
الكمية:
نظرية القطيعة الكارثية

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 24×17
عدد الصفحات: 280
مجلدات: 1

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين