لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

عذاب الضمير

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 261,108

عذاب الضمير
10.20$
12.00$
%15
الكمية:
عذاب الضمير
تاريخ النشر: 14/02/2019
الناشر: شركة الياسمين للنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"الموج العنيف يضرب أطراف النهر بقوة وقسوة، فأحسست بأني سمعت صراخاً بعيداً... أويـ يـ يـ ي... ركضت مسرعة نحو الصوت كالمجنونة التي فقدت عقلها، ولدي حبيبي، أيها الناس... أليس هناك من أحد هنا يستطيع إنقاد أولادي، أرجوكم ساعدوني... ولما اقتربت من طرف الجدول وجدت ولي قد غمر الماء جميع ...جسده ورميت بنفسي بين أمواج ماء الجدول متمسكة بأغصان أشجار الصفصاف المنتشرة على أطرافه.
وجدت مراداً قد تعلق بغصن شجرة وهو يصرخ قائلاً: أنقذيني يا أمي... أرجوك أنقذيني... ركضت مسرعة كالبرق نحو مراد، وأمسكت به وأنقذته، فسألني: أين أخوتي يا أمي، أرجوك ساعديهم يا أمي... ورحت أبحث عن أولادي البقية وأنا في حالة يرثى لها... ولم أنجح في العثور على أولادي على الرغم من كل ما بذلته.
وفي اليوم التالي وجدوا جثتي ولدي زينب وعثمان في القرية التي استقبلت مياه السيل الجارفة، هذا الألم كيف سيُعبَّر عنه، وما الكلمات ستستطيع وصفه، لقد دفنت تحت التراب جسدي ولديّ بيدي هاتين، وبعد خمسة أيام بدأت بمواجهة المشكلات التي أخذ أنني مراد يعانيها، فسألتي قائلاً: أين هو مكان أختي وأخي الآن؟.. أنهما في الجنة يا صغيري... ولم أنا لم أمت يا أمي... لقد تمسكت بغصن الشجرة، وهما لم يستطيعا الإمساك به، مع العلم بأنهم يملكون أعيناً ويستطيعون الرؤية.
إن إمتلاك الأعين لا تنير القدر الذي كتبه الله تعالى للإنسان، انظر يا حبيبي، منها أنت ذا على الرغم من عدم قدرتك على الرؤية؛ إلا أن الله تعالى هيأ لك الغصن لتتمسك به وتنقذ نفسك من الموت، ولم يستطيعا هما فعل ذلك، لن يحزنني بعد الآن يا أمي أني لا أستطيع الرؤية، ولن أتأثر بسخرية أصدقائي مني، بعد أن فقدت أختي وأخي...
وحقاً بعد هذه الفاجعة، لم يعد مراد يتحدث بشأن عينيه أبدا لقد كنت دائماً أحدثه عن الصبر والتحمل، وأن الله تعالى سيعوضه الخير الوفير في الآخرة، وبعض مضي سنوات عديدة أنجبت طفلين آخرين... إلى أن... اعترف مرات بعد سبع سنوات... فأصبح كاتباً يا أمي... ما رأيك؟... أنت يا عزيزي؟... بالتأكيد أنا يا أمي، فكم من الأشخاص مثلي قد كتبوا كثيراً من الكتب... وكم هناك من المفكرين الإسلاميين حالهم مثل حالي أيضاً... أنا أريد أن أكتب... وأنا في جعبتي الكثير، أريد التحدث عنه إلى الأطفال؛ أريد أن أوصل إليهم أنه في إمكانهم فعل الكثير... ويجب على كل شخص أن يقدّر النعمة التي أنعم الله تعالى بها عليه بعينيه...
بعد خمس سنوات وقعت ابنة جيراننا في حب ابني مراد... وكانت تقول دائماً إنها تريد الزواج منه، وذات يوم سمعني مراد وأنا أتحدث إلى زينب ابنة جارتنا وأخاطبها قائلة: "تعالي يا زوجة ابني" فخاطبني مراد وكان حينذاك قد بلغ العشرين من العمر: لماذا يا أمي تجعلين تلك الفتاة المسكينة تصدق زواجي بها، هذا ذنب كبير يا أمي... لقد تحدثت إليك يا أمي بأن لي شروطاً عند الزواج، إن قبلت بها فحينئذ أستطيع قبول الزواج.
وبعد وبعد عامين آخرين توفي زوجي في حادث سير مرّوع، وكان أحد أبنائي قد ترقى إلى رتبة ضابط، والإبن الآخر كان يشق طريقه المتعب الطول في الطب، وبعد خمسة وعشرين عاماً... ها أنا ذي الآن عجوز هرمة... ولدي الضابط منهمك في عمله... وقد تركني عند أخيه الصغير ليعتني، فهو لا يستطيع فعل ذلك بحجةً أن لي مكانة حساسة في المجتمع يا أمي وأخجل من كونك امرأة محجبة...
ومع مرور الوقت أصبح ابني الصغير أيضاً يتململ من وجودي عنده... وكان يقصد التحدث بأمور معينة حتى أفهم أنه غير مرغوب فيّ... وذات يوم صارحني قائلاً: "لو أنك تفكرين في العيش قليلاً عند أخي يا أمي"... وقررت حقاً الإنتقال للعيش عند مراد، ويومئذ جاء إليّ وقد بدا عليه الحزن والبكاء، وقال لي: أمي هل تعلمين ما الشرط الذي قبلت به للزواج من زينب؟... لقد قلت لها: اسمعي يا زينب إن عينيّ لا تريان، ولكني عندما أشعر بحاجة أمي إليّ فهل تكونين عينيّ اللتين أري بهما؟ هل تقبلين بها؟ فأجابتني قائلة: أنني لن أستطيع أن أحب والدتك بقدر حبي لوالدتي، ولكنني سأعتني بها وسأكون رحيمة معها وكأنها أمي... ماذا تقصد من قولك هذا يا ولدي؟ أريد أن اصطحبك إلى منزلنا الذي هو منزلك... ولكنني هنا سعيدة مرتاحة يا ولدي... أنك لا تقولين الصدق يا أمي... وكيف لك أن تعلم ذلك؟... وهل تظنين أن الأعمى لا يرى يا أمي؟... بل هو يستطيع أن يرى الرؤية الثاقبة من خلال قلبه... لن أذهب من هنا قبل أن اصطحبك معي... ولن أجعلك تحتاجين إلى أحد بعد الآن...
هو الضمير الذي يشكل العامل المشترك لهذه المجموعة القصصية التي بقدر الألم الذي نتركه في نفس القارئ، بقدر ما تفتح عينيه على حقائق أن عرف بعضها، غاب الأكثر منها عن ذهنه، بقدر ما تفتح عينيه على حقائق أن عرف بعضها، غاب الأكثر منها عن ذهنه.
تأخذك الكاتبة بأسلوبها الشيق في رحلة تنفذ من خلالها إلى بيوت حفظت جدرانها أسرارها، وأحزانها... تتشارك والكاتبة في النفاذ إلى عمق تلك البيوت، وتمضي معها في رحلة شيقة إلى عوالم الصغير... مثير المشاعر والأحاسيس والرجوع إلى نهاية المشوار.

إقرأ المزيد
عذاب الضمير
عذاب الضمير
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 261,108

تاريخ النشر: 14/02/2019
الناشر: شركة الياسمين للنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"الموج العنيف يضرب أطراف النهر بقوة وقسوة، فأحسست بأني سمعت صراخاً بعيداً... أويـ يـ يـ ي... ركضت مسرعة نحو الصوت كالمجنونة التي فقدت عقلها، ولدي حبيبي، أيها الناس... أليس هناك من أحد هنا يستطيع إنقاد أولادي، أرجوكم ساعدوني... ولما اقتربت من طرف الجدول وجدت ولي قد غمر الماء جميع ...جسده ورميت بنفسي بين أمواج ماء الجدول متمسكة بأغصان أشجار الصفصاف المنتشرة على أطرافه.
وجدت مراداً قد تعلق بغصن شجرة وهو يصرخ قائلاً: أنقذيني يا أمي... أرجوك أنقذيني... ركضت مسرعة كالبرق نحو مراد، وأمسكت به وأنقذته، فسألني: أين أخوتي يا أمي، أرجوك ساعديهم يا أمي... ورحت أبحث عن أولادي البقية وأنا في حالة يرثى لها... ولم أنجح في العثور على أولادي على الرغم من كل ما بذلته.
وفي اليوم التالي وجدوا جثتي ولدي زينب وعثمان في القرية التي استقبلت مياه السيل الجارفة، هذا الألم كيف سيُعبَّر عنه، وما الكلمات ستستطيع وصفه، لقد دفنت تحت التراب جسدي ولديّ بيدي هاتين، وبعد خمسة أيام بدأت بمواجهة المشكلات التي أخذ أنني مراد يعانيها، فسألتي قائلاً: أين هو مكان أختي وأخي الآن؟.. أنهما في الجنة يا صغيري... ولم أنا لم أمت يا أمي... لقد تمسكت بغصن الشجرة، وهما لم يستطيعا الإمساك به، مع العلم بأنهم يملكون أعيناً ويستطيعون الرؤية.
إن إمتلاك الأعين لا تنير القدر الذي كتبه الله تعالى للإنسان، انظر يا حبيبي، منها أنت ذا على الرغم من عدم قدرتك على الرؤية؛ إلا أن الله تعالى هيأ لك الغصن لتتمسك به وتنقذ نفسك من الموت، ولم يستطيعا هما فعل ذلك، لن يحزنني بعد الآن يا أمي أني لا أستطيع الرؤية، ولن أتأثر بسخرية أصدقائي مني، بعد أن فقدت أختي وأخي...
وحقاً بعد هذه الفاجعة، لم يعد مراد يتحدث بشأن عينيه أبدا لقد كنت دائماً أحدثه عن الصبر والتحمل، وأن الله تعالى سيعوضه الخير الوفير في الآخرة، وبعض مضي سنوات عديدة أنجبت طفلين آخرين... إلى أن... اعترف مرات بعد سبع سنوات... فأصبح كاتباً يا أمي... ما رأيك؟... أنت يا عزيزي؟... بالتأكيد أنا يا أمي، فكم من الأشخاص مثلي قد كتبوا كثيراً من الكتب... وكم هناك من المفكرين الإسلاميين حالهم مثل حالي أيضاً... أنا أريد أن أكتب... وأنا في جعبتي الكثير، أريد التحدث عنه إلى الأطفال؛ أريد أن أوصل إليهم أنه في إمكانهم فعل الكثير... ويجب على كل شخص أن يقدّر النعمة التي أنعم الله تعالى بها عليه بعينيه...
بعد خمس سنوات وقعت ابنة جيراننا في حب ابني مراد... وكانت تقول دائماً إنها تريد الزواج منه، وذات يوم سمعني مراد وأنا أتحدث إلى زينب ابنة جارتنا وأخاطبها قائلة: "تعالي يا زوجة ابني" فخاطبني مراد وكان حينذاك قد بلغ العشرين من العمر: لماذا يا أمي تجعلين تلك الفتاة المسكينة تصدق زواجي بها، هذا ذنب كبير يا أمي... لقد تحدثت إليك يا أمي بأن لي شروطاً عند الزواج، إن قبلت بها فحينئذ أستطيع قبول الزواج.
وبعد وبعد عامين آخرين توفي زوجي في حادث سير مرّوع، وكان أحد أبنائي قد ترقى إلى رتبة ضابط، والإبن الآخر كان يشق طريقه المتعب الطول في الطب، وبعد خمسة وعشرين عاماً... ها أنا ذي الآن عجوز هرمة... ولدي الضابط منهمك في عمله... وقد تركني عند أخيه الصغير ليعتني، فهو لا يستطيع فعل ذلك بحجةً أن لي مكانة حساسة في المجتمع يا أمي وأخجل من كونك امرأة محجبة...
ومع مرور الوقت أصبح ابني الصغير أيضاً يتململ من وجودي عنده... وكان يقصد التحدث بأمور معينة حتى أفهم أنه غير مرغوب فيّ... وذات يوم صارحني قائلاً: "لو أنك تفكرين في العيش قليلاً عند أخي يا أمي"... وقررت حقاً الإنتقال للعيش عند مراد، ويومئذ جاء إليّ وقد بدا عليه الحزن والبكاء، وقال لي: أمي هل تعلمين ما الشرط الذي قبلت به للزواج من زينب؟... لقد قلت لها: اسمعي يا زينب إن عينيّ لا تريان، ولكني عندما أشعر بحاجة أمي إليّ فهل تكونين عينيّ اللتين أري بهما؟ هل تقبلين بها؟ فأجابتني قائلة: أنني لن أستطيع أن أحب والدتك بقدر حبي لوالدتي، ولكنني سأعتني بها وسأكون رحيمة معها وكأنها أمي... ماذا تقصد من قولك هذا يا ولدي؟ أريد أن اصطحبك إلى منزلنا الذي هو منزلك... ولكنني هنا سعيدة مرتاحة يا ولدي... أنك لا تقولين الصدق يا أمي... وكيف لك أن تعلم ذلك؟... وهل تظنين أن الأعمى لا يرى يا أمي؟... بل هو يستطيع أن يرى الرؤية الثاقبة من خلال قلبه... لن أذهب من هنا قبل أن اصطحبك معي... ولن أجعلك تحتاجين إلى أحد بعد الآن...
هو الضمير الذي يشكل العامل المشترك لهذه المجموعة القصصية التي بقدر الألم الذي نتركه في نفس القارئ، بقدر ما تفتح عينيه على حقائق أن عرف بعضها، غاب الأكثر منها عن ذهنه، بقدر ما تفتح عينيه على حقائق أن عرف بعضها، غاب الأكثر منها عن ذهنه.
تأخذك الكاتبة بأسلوبها الشيق في رحلة تنفذ من خلالها إلى بيوت حفظت جدرانها أسرارها، وأحزانها... تتشارك والكاتبة في النفاذ إلى عمق تلك البيوت، وتمضي معها في رحلة شيقة إلى عوالم الصغير... مثير المشاعر والأحاسيس والرجوع إلى نهاية المشوار.

إقرأ المزيد
10.20$
12.00$
%15
الكمية:
عذاب الضمير

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

ترجمة: عبد الرزاق منصور - رمضان أيوب
لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 319
مجلدات: 1
ردمك: 9789933421304

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين