القرآن ومجتمع اللادولة ؛ قراءة في مفاهيم الجاهلية والكفر والجهاد
(0)    
المرتبة: 27,726
تاريخ النشر: 01/01/2019
الناشر: الشبكة العربية للأبحاث والنشر
نبذة الناشر:يتمتَّع الكافر (الجاهلي) في القرآن الكريم، وبحكم الفضاء الذي يتحرّك فيه (الكفور والمجاهل) بفائض من الحرّية الدّينية (تعدّد الآلهة) ومن الحرّية السياسيّة (غياب السلطة السياسيّة) ومن الحرّية الإجتماعيّة (غياب الشريعة والقيم) ومن الحرّية الجنسيّة (التبرّج واللّواط).
لذلك شكّل النزوع نحو الحرّية المطلقة التي تضاهي حرّية الإنسان حالة الطبيعة في فلسفة العقد ...الإجتماعي، والسلوك الجوهري للكفّار والجاهليّين في القرآن الكريم.
ولمّا كان الكافر حرّاً حرّية مطلقة فقد رأى الكون حرّاً لا رابط بين أجزائه ولا بين ساكنيه، كوناً بلا حدود وبلا ضوابط يتحرّك كلّ جزء فيه بمفرده بمعزل عن الكل، ومن هنا سمّي الكافر مجرماً (الإنفصال عن قيم المجتمع) وسمّي فاسقاً (الخروج عن الحدّ) ومنافقاً (غياب الضبط والإنضباط: الدخول من باب والخروج من آخر)، وضالّاً (التّيه في فضاء بلا معالم وبلا حدود)... إلخ؛ ولذلك كان يستثقل الشريعة ويرفضها ويتحايل عليها (يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض)، وكان ينقض العهود، ويرتدّ عن كل إلتزاماته... إلخ، إنّه في المحصلة يرفض منطق الدولة ويرفض الخضوع للدولة.
هؤلاء هم الذين شرّع القرآن الكريم جهادهم بالكلمة وبالسيف، وإنّ هذا الجهاد هو وحده الكفيل وبإخراجهم من كفورهم وصحرائهم وإدخالهم التاريخ عبر الهجرة إلى المدينة حيث الشرائع وحيث الدولة. إقرأ المزيد