السلطنة العثمانية (1) من الإمارة القبلية إلى الدولة العالمية - دراسة في البنية الإقتصادية السياسية لنمط الإجتماع التركي ودورها في تطور السلطنة العثمانية وانهيارها
(0)    
المرتبة: 311,977
تاريخ النشر: 10/12/2018
الناشر: دار الفقيه للنشر
نبذة الناشر:لم نسعَ في هذا البحث إلى مجرّد معارضة ما هو شائع من أكاذيب حول السلطنة العثمانية، بل سعينا إلى كسرها عبر البراهين والقرائن التي تنفي عن سلاطين بني عثمان أنّهم كانوا يقاتلون في سبيل الإسلام، ولنؤكد على أن القبائل التركيّة لم تدخل الإسلام بل عملت على تتريكه وتشويهه، وعلى أن ...الدّولة السّلطانية منذ أن قامت في بغداد هي دولة خارجة على الإسلام ولا يمتٌ نظام الحكّم فيها للإسلام بصلة.
وقدّمنا في هذا البحث ما يشير إلى أن الصراع فيما بين السّلطنة العثمانية والدولة الصّفويّة ليس له أي جذرٍ أو أصل مذهبي، بل هو صراع بين سلطنتين تركيتين نشب قبل نصف قرن من قيام الدولة الصّفوية ولأسباب تتّصل بطبيعة القبائل التركيّة التي لا تكفُ عن الغزو وردّ الغزو.
كما أنّ الحروب العثمانيّة مع أوروبا لم تكن حروباً دينيّة بالنسبة لطرفيّ الصراع، فكلاهما ينتمي لنمط الإجتماع القائم على الغزو والنّهب والقتل الشّنيع، وأنّ الدّين لم يكن سوى الغلاف التعبوي لهذا الصراع، وأنّ النّصر فيه معقودٌ لمن يمتلك جهازاً حربيّاً أقوى.
وهذا الجهاز الحربي يتغذّى على النّهب، فمن يمتلك مجالات للنّهب أوسع من الآخر، ويستطيع توظيف المنهوبات واستثمارها في تطوير جهازه الحربي، ولا يبدِّدها، يمكنه تحقيق الغلبة وقلب موازين القوى لصالحه، وهذا ما تمكّنت ممالك أوروبا من تحقيقه عبر غزوات القرصنة على شمالي إفريقيا وغربيها، وعبر الدّور الذي لعبته المدن التجاريّة الإيطاليّة.
فالنّهب هو سرّ التّراكم الأوّلي لرأس المال، وهو سرّ انقلاب موازين القوى لصالح الغرب، فهو الثّابت مضموناً والمتحوّل شكلاً تبعاً لطبيعة النّاهب والمنهوب، وهو القوّة المحرّكة لشنّ الحروب عبر التّاريخ.
وما طوّر الطغاة علماً أو اكتشفوا اكتشافاً إلا بهدف تطوير جهازهم النّهبي والإستبدادي حول العالم.
هذا ما حاولنا في هذا البحث التأكيد عليه، فعسى أن نكون توفّقنا بذلك. إقرأ المزيد