رسالة في التورية موضوعاً وحكماً
(0)    
المرتبة: 144,741
تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:قال الشيخ في تعريف التورية: أن يريد بلفظ معنىً مطابقاً للواقع، وقصد من إلقائه أن يفهم المخاطب منه خلاف ذلك، مما هو ظاهر فيه عند مطلق المخاطب أو المخاطب الخاص، وبعبارة أخرى: إن هناك تخالفاً في التورية بين الإرادة الإستعمالية، والتي تفيد إخطار المعنى في ذهن السامع العالم بالوضع ...بمجرد إلقاء اللفظ؛ اي ما يفيده اللفظ بنفسه، وبين الإرادة الجدية وما أراده المتكلم حقاً في مكنونه من كلامه وراء الإرادة الإستعمالية، فهل الملاك في الصدق والكذب: هو الإرادة الإستعمالية أو بالجدية؟ وهل تندرج التورية في الكذب أولاً؟ فلو كانت التورية كذباً، فإن الأصل الأولى فيها الحرمة، ثم بعد ذلك لا بد من البحث عن وجود الدليل لإخراجها من دائرة الحرمة، أما لو قلنا: بأنها ليست بكذب؛ فإن الأصل هو الحلية، فلو أريد إثبات حرمتها فلا بد للطرف الآخر من إقامة الدليل، ثم لو فرض: أن التورية ليست بكذب؛ فإنه قد يقال بحرمتها؛ لإنطباق عنوانين آخرين عليها: الأول هو الإغراء بالجهل، والثاني هو الغش والتدليس؛ إذ التورية هي: ستر المراد بما يُفهم منه غيره، أي تريد خلاف ظاهر الكلام مع قصد أن يفهم السامع الظاهر، ففيها الخداع والتدليس والغش، وغشّ المؤمن وإغراؤه بالجهل وخداعه حرام...
وهكذا يتم تفصيل الكلام في محاور هذا البحث الذي يدور حول الثورية موضوعاً وحكماً، وقد شمل أربعة محاور، وقد جاءت مواضيعها على النحو التالي: المحور الأول: تعريف التورية وأقسامها [تعريف الشيخ للتعرية ومناقشته،...] المحور الثاني: تعريف الصدق والكذب [الآراء في حقيقة الصدق والكذب،... الإستدلال بالآية: ﴿أَافْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ...﴾... كلام السيد الروحاني في ملاك (الكذب) وبعض المناقشات... ] المحور الثالث: هل التورية كذب موضوعاً أم لا [الأقسام الأربعة للتورية... هل المدار من الصدق والكذب على العرف او على تعريفها الدقي!... كلمات بعض الأعلام في الظهور... رأي الشيخ الطوسي في العدة، رأي المحقق الآخوند في الكفاية، رأي المحقق القمي، تفصيل الميرزا للنائيني.. الحكم في صورة الشك في صدق الكذب على التورية] المحور الرابع: وجوه تجويز التورية على القول بأنها كذب [وجهان للتقصي عن حرمة التورية، الوجه الأول: عدم شمول إطلاقات أدلة حرمة الكذب للتورية، الوجه الثاني الإستدلال بالآيات والروايات على جواز التورية: الدليل الأول قول إبراهيم عليه السلام: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ... ﴾، الدليل الثاني: قوله تعالى: ﴿ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ... ﴾، الدليل الثالث قوله تعالى: ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ﴾، الدليل الرابع: قوله تعالى: ﴿فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89)﴾... بحث تمريني، الأدلة الروائية على كون التورية صدقاً أو جوازها: الدليل الأول: رواية عبد الله بن بكير.. الدليل الثاني: رواية سويد بن حنظلة... الدليل الثالث قوله عليه السلام: "والله ما سرقوا وما كذب..".
هذا وتجدر الإشارة إلى أبحاث السيد مرتضى الحسيني الشيرازي هذه في المكاسب المحرمة، مبحث (التورية موضوعاً وحكماً) قد ألقاها الحوزة العلمية في النجف الأشرف للسنة الدراسة (1434- 1435هـ)، وقد كانت هذه الأبحاث ضمن مبحث مستثنيات الكذب من الحرمة، وتم إفرادها في هذا الكتاب نظراً لأهميتها وتشعب مواضيعها. إقرأ المزيد