الضرورة والمجتمع : الماضي ، الحاضر ، المستقبل - ضرورات البناء الإجتماعي في سورة البقرة
(0)    
المرتبة: 136,487
تاريخ النشر: 10/08/2018
الناشر: دار القارئ
نبذة نيل وفرات:الحديث عن المعاني في القرآن الكريم والدلالات، أو المضامين والمحتوى، هو حديث عن أحد أكبر التجليات الإلهية للعقل الإنساني لكي يتعرف الإنسان على الله تبارك وتعالى، والقرآن الكريم أكبر عملية حضور للرباني في حدود الوعي البشري عبر التاريخ الإنسانية الممتد والواصل إلينا، حيث ارتبط هذا الوعي، عموماً، ببعث الأنبياء ...وإرسال الحجج في المجتمعات الأولى وما بعدها من الحقب التاريخية، وصار كلامُه سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، دليلاً مادياً، محسوساً وملموساً، على وجوده تعالى بل قابلاً للإدراك، مع أنه غير قابل للتصور، إذ ليس كمثله شيء من مخلوقاته.
تمثل هذا التجلي في اللقاء المباشر بين الإنسان وبين كلام المولى تبارك وتعالى المقروء في المصاحف، كمصدر للمعرفة، ومسدد للخيرات العقلية، من أجل بناء المجتمع وبناء الإنسان وتكاملهما في ظل الهداية والقيادة الإلهية الملهمة والفكر الرباني وما يترتب على كل ذلك الوعي والثقافة من تهذيب النفس، والإلتزام العملي في الممارسات والأفعال اليومية بالشريعة وأحكامها.
من هنا، لم يتوقف الدرس القرآني والبحث في مضامين الكتاب الكريم، منذ عصر نزول القرآن الكريم، وحتى يوم الناس هذا، إذ كان القرآن الكريم وراء نهضة المسلمين من خلال ترشيد وعيهم بالماضي والحاضر والمستقبل.
يساعد هذا النمط من البحث والتفكير على إيجاد الترابطات في مكونات السورة وبين مضامينها، ويقدم ما يعرف بالدائرة الجامعة بين وحدة المعنى في طرف الفكرة المحورية، وبين الكثرة في المعاني في طرف عديد الموضوعات التي تشكل كيان السورة وموضوعاتها، ومن الواضح أن هذا النمط من الفهم للقرآن الكريم، هو من نمط فهم القرآن الكريم في ضوء دلالات القرآن الكريم نفسه، وكثيراً ما أكد العلامة الطباطبائي على هذا المنهج، ولكن سماحته رحمه الله أصر على حصر موضوعات السور، والفكرة المحورية السائدة في حدود الموضوعات في علم الكلام أو التوحيد، ولكن هذه العناوين المستمدة من أصول العقيدة، عادة ما تكون عامة، وغامضة، وغير عملية، بمعنى غير وظيفية تفصيلية في مقام البحث العلمي الموضوعي والتفصيلات، أي تلك الأفكار القائمة على أساس الإندماج في ضوء الفكرة الواحدة الواضحة، أو تحت الموضوع الواحد والإندراج فيه، فهي كعنوان الهداية بالنسبة لكل القرآن الكريم، حيث يكون هذا العنوان، واسعاً، وفضفاضاً، يمكنه أن يبتلع كل الموضوعات والأفكار. إقرأ المزيد