تلاويح لونية من صحراء الخليج
(0)    
المرتبة: 163,514
تاريخ النشر: 08/08/2018
الناشر: دار نلسن
نبذة المؤلف:عزيزي ورفيقي المرتحل في مشوار حياتنا اليومية، في توقنا الدائم لتوسيع الآفاق متّوجين بالنجاح تارةً وبالإخفاقات أحياناً أخرى.
إنّنا نرتع، أنا وأنت، في عصر من التطوّر الإنساني غير المسبوق، إنه عصر تبدو فيه طموحات البشر وقد أُنجزت بالفعل، بعد أن كانت في السابق مجرّد إحتمالات.
هذا لم يُقصي عنّا ماضينا، بل على ...العكس، شرّع لنا بفضل ضخامة الحركة السياسية التي تكتسح الكرة الأرضية، إختبار مناخات وحضارات وألوان وأشخاص ولغات مختلفة، تُحرّكُ فينا حسّنا الفضولي نحو المزيد والمزيد من المعرفة.
لم يسبق لنا في تاريخنا البشري كلّه، أن أُتيح لنا هذا القدر من السهولة سواء في التجوّل في الأرجاء، أو ما يرافقها من تسهيلات، وقد صدر الأمر متاحاً بفضل الطائرات، أو حتى السفن السياحية الضخمة التي تدلّلك منذ اللحظة التي تستفيق فيها إلى أن تخلد إلى النوم، موفّرة لك مناخات، وأشخاص لم تكن تحلم يوماً بإمكانية اللقاء بهم.
بات الماضي عينه، سوقاً ضخمة للصناعة السياحية بما يقدّمه من منافع هائلة على كل الصعد، بدءاً من المحافظة على التاريخ في المؤسسات الخاصة، وصولاً إلى المتاحف العامة التي تعجّ بأعداد من الزائرين تستهلك قدرتها الإستيعابية في بعض أشهر السنة.
ومع ذلك، ثمة أنوع أخرى من الرحلات، هي تلك التي لا تستدعي الإنتقال جسداً، وجهتها آفاق فهم الذات وإنفتاح نفوسنا لفهم أفضل لبعضنا البعض في هذا العالم، تتطلّب منا مستوى متقدّماً في إنسانيتنا وفي نظرتنا إلى الآخرين التي يسودها يوماً بعد يوم، التحفظ، وأقل ما يمكننا القول عنها أنها تنحو إلى الملل والإجترار.
هذه هي الرحلة التي أقترحها على رفيقي الرحّالة في الحياة... إنّها رحلة تجديد الرؤية من خلال الرسومات، وتَعلُّم كيفية رؤية الأشياء عوض مجرّد النظر إليها، ومردّ ذلك السهولة التي تتيحها لنا آلة التصوير لتسجيل كل شيء نعتقد بأهميّة الرجوع إليه بكل بساطة مستقبلاً، أصبحت الكاميرات الحديثة رفيقة إجازاتنا الأكثر وفاءً، نسجّل بواسطتها كل شيء، آلاف اللقطات التافهة والمكرّرة أساساً، منذ اللحظة التي نستفيق فيها وحتى ننام.
ويرجع السبب في هذا الأم، إلى كوننا اكتفينا بالنظر إلى ما نلتقطه عبر الصورة من دون أن نراه، ويظهر الإختلاف بوضوح حين نقارنها بصورٍ التقطها محترفون في هذا المجال يستطيعون إيلاء مشهد بعينه المزيد من الأهمية للمشاهد، ذلك أنهم يلتقطون اللحظة القيّمة من المشهد حتى يرونها. إقرأ المزيد