مقدمة في مصادر مصطلحات التاريخ الاقتصادي - دراسة تحليلية
(0)    
المرتبة: 112,183
تاريخ النشر: 31/05/2018
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:تستقيم الدراسة الإقتصادية وتأتي ثمراتها، عندما تتضح أمام الدارسين في هذا الحقل أسس ومنهجيات الإستقراء العلمي السليم، وتصبح حيثيات البحث واضحة أمامهم، لذا تعدّ الدراسات المرتبطة بالمنهجية التاريخية النظرية والتطبيقية من أهم إتجاهات الكتابات التأليفية في هذا الصدد المعرفي.
من هنا، جاء هذا العمل ضمن ثنائية بحثية تتواءم ومتطلبات الإرتقاء ...بالمعرفة التاريخية المتصلة بتتبع تطور المصطلحات الإقتصادية وبيان مجمل المتغيرات التي تجري على المصطلح في مختلف البيئات، هذه المتغيرات الدقيقة التي حرصت المصادر على رصدها، بإعتبارها مؤشرات مهمة لفهم الحقول الإقتصادية الإسلامية المختلفة؛ أي النشاط الزراعي والتجاري والصناعي سواء ما يتعلق بمجال الفكر أو التطبيق إضافة إلى دورها في إضفاء الحيوية والحركة على دراسة التاريخ بشكل عام، فلن يكون بالإمكان فهم أو إدراك التاريخ دون وعي للمصطلحات الخاصة به، مع الأخذ بعين الإعتبار خصوصية المصطلح الإقتصادي الذي يعدّ مفتاح رصد وتحليل الظاهرة الإقتصادية.
لذا، فإن إغفال هذا الجانب يضع النتائج التي تتوصل إليها الدراسات الإقتصادية على قدر من الإضطراب والخلل؛ هذا وقد ارتأت الباحثة عند إعدادها عملها هذا؛ التنويه إلى فلسفة الكتابة التاريخية ذات الإطار الشمولي للمصطلح الإقتصادي المعتمدة على فهم المصادر المتنوعة لهذا المصطلح وكيفية رصده فيها، إضافة إلى آلية الإهتداء إليه والخروج بقراءة سليمة تتضمن العناية ببيئة ظهور المصطلح، والتاريخ الزمني المتعلق بصاحب المصدر، إلى جانب طرحها لعدد من النماذج تم خلالها إستعراض عدد من المصطلحات، مع الحرص على الإلمام بجميع مصادر دراسة المصطلح الإقتصادي.
وإتماماً للفائدة، وإستكمالاً للمنهجية البحثية السليمة، خصصت الباحثة الفصل الأخير من بحثها هذا لتقديم عدد من النصوص التاريخية وبيان طبيعة ردود المصطلح الإقتصادي فيها، وكيفية فهمه، والإستفادة منه في دراسة حالة المجتمع الإقتصادية، حيث أبرزت قيمة مهمة تمحورت حول التطور الكبير الذي لحق بالمصطلح الإقتصادي.
هذا وتجدر الملاحظة أن معرفة جوانب المصطلح الإقتصادي يُفترض أن تتجاوز محاولة البحث عن معناه في المعاجم اللغوية إلى الإستقراء والفهم بمراجعة المعاجم الإقتصادية المختصة، وإذا تعذر ذلك وجب إتباع الخطوات الدقيقة التي أوردتها الباحثة في هذه الدراسة إذ غالباً ما تقتصر المعاجم اللغوية على معنىً واحد للمفهوم، وعدم الإلتفات إلى الكثير من التطورات التي جرت عليه، لذا لا بد من السير على خطوات ثابتة فيما يخصّ شرح المصطلحات والتعرف على مضامينه، إذا أراد الدارس والباحث في هذا المجال في أن تكون دراستهما ذات جدوى.
وأخيراً لا بد من الإشارة إلى أن هذه الدراسة جاءت بمثابة محاولة لرفد المكتبة العربية والمختصين في مجال التاريخ الإقتصادي الإسلامي بنواة عمل ضمن مشروع ينهض بوضع أطر لدراسته الموروث الحضاري الإسلامي وربطه بالظاهرة المعرفية الكونية؛ وهي ظاهرة التطور، للإبقاء على رمزية هذه الحضارة ودورها الإنساني. إقرأ المزيد