الرحلة الناصرية الكبرى ؛ محمد بن عبد السلام الناصري التمكروتي 1782
تاريخ النشر: 04/05/2018
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة الناشر:ينتمي محمد بن عبد السلام الناصري، صاحب الرحلة، إلى الزاوية الناصرية، وهي من أهم الزوايا التي اضطلعت بدور كبير في صيانة الثقافة الإسلامية والمحافظة عليها، رغم تزامن تأسيسها مع إضطرابات سياسية وإجتماعية عرفها المغرب إبان أفول الدولة السعدية وقيام الدولة العلوية.
وقد دونت الرحلة على إثر عودة صاحبها من سفر حجيٍّ ...دام ستة عشر شهراً، وصاحب هو كتاب ورحالة ملاحظ مدقق، وناقد خبير، يستدرك على العديد من امهات الكتب والمصادر، وعلى الرحالة الذين سبقوه كالعبدري والعباشي والتجاني وغيرهم.
وقد اعتمد في تدوين رحلته، إلى جانب تجربته الشخصية ووقوفه بنفسه على المشاهد والآثار والإتصال بالعلماء مباشرة للرواية عنهم، على مصادر كثيرة ومتنوعة منها ما طبع لاحقاً، ومنها ما لا يزال مخطوطاً أو مفقوداً.
والرحلة هذه هي أشمل مؤلفاته وأوسعها، احترم في تدوينها قواعد التصور المنهجي للتأليف، لتكون كما أراد لها "ديوان علم وسمر"، وهو يعمد إلى التطرق إلى كل ما يلاحظه او يعيشه خلال الرحلة، مع الحرص على التفاصيل، سواء في الوقوف على المراحل أو الأماكن، أو ما يعترض الحجاج.
بل ويستطرد في شرح الأحداث والوقائع، ودواعيها مع الإتيان بالأدلة والنقول، ما جعل الرحلة تخرج في حجم كبير، غني بالمعارف والطرائف، بأسلوب يجعلك تجوب معه مختلف مراحل الرحلة دون أن تشعر بالملل أو الضياع.
والنص يجيب عن العديد من الأسئلة من قبيل: أهداف وغايات الرحلات الحجازية؟ كيف كان المغاربة ينظمون ركابهم؟ من كان يخرج للحج؟ ما هي أهم المحطات التي ينزلون بها والأهوال التي تعترضهم؟ وما طبيعة التأثيرات المتبادلة مع سكان المناطق التي كانوا يقصدونها في رحلهم وترحالهم؟ وكيف كانت الأوضاع السياسية والإجتماعية والمذهبية والعلمية بالمغرب والمشرق الإسلاميين يومئذ.
بذل محقق الرحلة جهداً كبيراً في تحقيقها لتأخذ مكانتها في خزانة الرحلات الحجية، مزودة بالهوامش والفهارس التي تكشف قيمتها وتسهل على القارئ مطالعتها، فضلاً عن دراسته لحياة المؤلف وعصره وفق منهج علمي ميسر ودقيق، وقد استحق عن تحقيقه هذا بجدارة جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة. إقرأ المزيد