مكانة الإقليمية الجديدة في الاستراتيجية الأمريكية الشاملة
(0)    
المرتبة: 66,417
تاريخ النشر: 03/04/2018
الناشر: المعتز للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:لقد بات من الأمور المسلم بها ، أن ظاهرة الإقليمية الجديدة بترتيباتها وتكتلاتها ، أضحت تمثل إحدى أهم الظواهر الإستراتيجية والسياسية والإقتصادية التي سادت المجتمع الدولي في عالم ما بعد الحرب الباردة زاحفة بلا هوادة إلى مختلف الأقاليم تقريباً ، بعد أن اتخذت لها رؤى متعددة ، ومتغيرات مختلفة دولية ...وإقليمية ، وأهدافاً ذات أبعاد شاملة استراتيجية وجيوستراتيجية وجيوإقتصادية وعسكرية - أمنية تالياً ثقافية - حضارية . ومن أجل ذلك فإن تأثيرات تلك الظاهرة المباشرة وغير المباشرة ونتائجها ستكون فاعلة جداً في مراكز القوة والنفوذ في النظام العالمي وآفاقه المستقبلية على نحو عام ونظمه الإقليمية على نحو خاص .
إن انتهاء الحرب الباردة عام 1989 والفراغ الكبير الذي خلّفه التفكك المذهل للإتحاد السوفيتي على مستوى التوازن الإستراتيجي والإستقطاب الإقليمي وبروز أزمة الخليج الثانية في آب عام 1990 وما تبعها من نتائج ، واندلاع أحداث أيلول عام 2001 واحتلال العراق عام 2003 ، جسّد فرصة تاريخية غير مسبوقة للولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق مخططاتها الرامية إلى اعتلاء العرش العالمي والهيمنة على مقدراته ، لتدفع الولايات المتحدة على أثرها في الإنخراط في الإقليمية الجديدة وتوظيفها في إستراتيجيتها الشاملة . وعلى صعيد متصل بدت تلك الإستراتيجية تطرح مشاريع لتلك الإقليمية في أوراسيا ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً ، وعلى رأسها ما بات يسمى بـ مشروع الشرق الأوسط الكبير ، عبر بوابة العراق الذي أريد له أن يكون الأنموذج الإقليمي الجديد الشرق أوسطي ، وتقديم المشروع على أنه مدخل حقيقي للإصلاح والتغيير وفرصة سانحة للنهوض والتحرّر من التخلف والفساد ، وتحقيق التقدم الإقتصادي عبر التعاون الإقليمي بإنشاء أسواق ومنطقة تجارة حرة مع دول المنطقة ، بيد أن المقصود أكبر من قضية سوق وأشمل من مسألة تعاون إقتصادي أو صلاح سياسي ، ذلك أن إصرار الولايات المتحدة على الإحتفاظ بزعامتها العالمية يتطلب بالضرورة غمس أصابعها وأقدامها وغرسها في منطقة الشرق الأوسط وإعادة رسمها ، بما يعني إعادة إنتاج التجزئة في شكل جديد ، بشكل أهم وأخطر من خريطة سايكس بيكو القديمة التي وزعت إرث الإمبراطورية العثمانية لكن الخريطة الجديدة تحاول أن تكون شهادة ميلاد وليس مجرد إعلام لرجل مريض مات . إقرأ المزيد