الفلكيون في ثلاثاء الموت كبد ميلاؤس
(0)    
المرتبة: 111,624
تاريخ النشر: 01/01/2019
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:تسللت العتمةُ الرمادية، وراء النافذة المنحسرة الستائر، إلى الشجر المتلفِّع بفراءِ الله، الصمت قويٌّ بعد إنتهاءِ المُسجِّل من أداءِ الصوت الكهفيِّ للمرة الخامسة.
بقايا الطعام على المائدة بيني وبين أندروكلي الثقيل الأجفان، المتهدِّل الأعضاء، نطق مرتين أو ثلاثاً بشكل مبتور: "كُلْ، كُلْ من هذه الكبد يا بنْ"، مشيراً بسبَّابته اليسرى، في ...حركة ثقيلة، إلى المنضدة، أنا، نفسي، أحستُ بنعاس من النبيذ، لكنني كنت واثقاً من إقتداري على تبديده بالخروج إلى أُمومة الثلج المُغْدَقَةِ، بإسرافٍ طاهرٍ، على الكمال الحالم بموجوداتٍ أقلَّ ضجراً، إنما آثرتُ إبقاء بصري على أندروكلي، الذي عراني إرتيابٌ غامض في حال جسده الأقرب إلى إنحطاط طارئ منها إلى الإسترخاء، قلت: "أندروكلي، ربما الأفضل أن نعود سينعشكَ البَرْدُ أكثر من هذا الدفء الخامل".
فتح الرجل الأصلع أجفانه المُطبقة، حدَّق فيَّ من أكمَات حجريَّة: "لماذا تخذلني؟".
رَنّ نصلٌ صفيحيٌّ في غَيَابةِ أحشائي، وتخبَّط طائرٌ ما تحت ضلعي اليمنى السادسة: "متى خذلُتكَ يا أندروكلي؟"، سألتُه مستغرباً، فردَّ وقد وضع راحتيه تحت إبطيه، كأنما مسَّهُ نَفْخٌ بارد: "أنا أثق بك".نبذة المؤلف:شاعر وروائي سوري، كردي، قويُّ البناء، فريدٌ، نسيج وحده في وصف النقد لأعماله.
يُحسَبُ له أنه نَحَا بالرواية العربية إلى ثراء في خيالها، وجعل اللغة في صياغة موضوعاتها لحماً على هيكل السرد والقصِّ لا ينفصل عن جسدها، حتى كأنَّ اللغة لم تَعُدْ وساطةً إلى السرد، بل هي السرد لا تنفصل عن سياق بناء الحكاية.
ويُحسَب له في الشعر أنه أبُ نفسه، مكَّنَ القصيدة من إستعادة خواصها كحرية تعبير في أقصى ممكناتها.
ما من إمتثال عنده لنمط أو مذهب، عنيد في نحته العبارةَ بلا خوف من المجازفات، وكل كتاب له، في الشعر والرواية، موسوعةٌ مختصرة.
بركات من مواليد مدينة القامشلي، في الشمال السوري سنة 1951، انتقل إلى دمشق ملتحقاً بالجامعة دارساً للغة العربية سنة واحدة، قبل أن يغادر إلى بيروت في العام 1972، ومنها إلى قبرص سنة 1982، ثم إلى السويد في العام 1999 حيث يقيم. إقرأ المزيد