الجواهري قصائد وتاريخ ومواقف
(0)    
المرتبة: 112,244
تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:أنا العراق لساني قلبه ودمي... فراته وكياني منه اشطار"... هكذا عرف الجواهري نفسه، وعرفه الآخرون بــ "شاعر العرب الأكبر" و"كبرياء العراق" و"نهر العراق الثالث"...
... وبالرغم من كل ذلك، فإن المواطن العراقي، وبشكل خاص ممن لم يتجاوز عمره العقد الرابع، لا يعرف الكثير عن هذا الرمز الثقافي والوطني الشامخ نتيجة ...التعتيم شبه المطلق الذي مارسه النظام السابق قرابة ربع قرن، وقلة من كتب عنه في المرحلة السابقة منذ عام 2003.
... إلى جانب محاولة البعض من هواة الشهرة الرخيصة على حساب سمعة الرموز الشامخة والطعن بها، تشويه صورة الجواهري لدى هذه الشريحة الواسعة من العراقيين مستغلاً ضعف إطلاعها أو معرفتها لهذه الشخصية المتميزة في تأريخ العراق الحديث...
فذلك ينتقص من مكانة الجواهري الكبير "لعلاقات الملوك والرؤساء معه أو علاقته بهم"... وآخر ينتقد الشاعر الرمز "لإغترابه عن الوطن، مما حال دون معايشة المحنة الحقيقية، مثل الآخرين"... وثالث يشكك في إبداع الجواهري لأنه "متقلب الرؤى، إذ كتب عن مآثر الإمام الحسين، وعن معركة ستالينغراد، ثم قصيدة "جربيني" الغزلية، ولذلك فهو غير ثابت المواقف"... أما الرابع فيتساءل بخب عن "عروبة" الجواهري و"عراقيته"... وخامس عن حقيقة عشقه اللامتناهي للحياة والجمال والنساء... وعلى ذلكم النحو يستمر المنوال البائس، بل تصل الوضاعة ببعض التافهين للتشكيك بأخلاقية الجواهري ومحاولة تجريده منها... أضف لذلك محاولة البعض الآخر الإتجار باسم الجواهري بكتابات رثة وإدعاءات مزيفة.
إن كل ذلك دفع المؤلفين، القريبين من الجواهري والملازمين له، لوضع هذا الكتاب بين أيادي عامة المواطنين ليطلعوا على مختارات من قصائد الجواهري، تعطيهم صورة شاملة، ليس لمسيرة هذا الشاعر العظيم الشعرية فحسب، بل ولمواقفه الوطنية والإجتماعية التي تؤكد بحق أن لسانه هو المعبر الحقيقي عن نبضات قلب كل مواطن عراقي، وأن كيانه شطر صميمي من المجتمع العراقي، يحس بكل خلجاته وآلامه وأحلامه، ولذلك سيجد القارئ أن قصائد عديدة غناها الجواهري قبل ثمانين عاماً وستين وقبل نصف قرن، تتناغم مع أحاسيس هذا القارئ ومعاناته في هذه الأيام وكأنها نظمت قبل ساعات، كما أن قصائده مرآة صادقة لتأريخ الدولة العراقية الحديثة، ومعاناة شعبها من تسلط حكامه والموروثات الإجتماعية المتخلفة. إقرأ المزيد