ماذا لو كانت هذه هي الجنة؟
(0)    
المرتبة: 2,950
تاريخ النشر: 30/03/2017
الناشر: شركة دار الخيال
نبذة نيل وفرات:ماذا لو كانت هذه هي الجنة، ماذا لو أدركنا فجأة أن هذه هي الجنة، "أو النيرفانا"، هذه الحياة المادية التي نعيشها الآن؟ أعلم أنه ضرباً من الجنون، وأستطيع أن أشعر ببعض أفكارك وأنت تقول: غن كانت هذه هي الجنة، لماذا أشعر وكأنها الجحيم؟ من المؤكد أنني شعرت بهذا الشعور ...عندما كنت أتعرض إلى التنمرّ عندما كنت صغيرة، والتوبيخ والتمييز تجاه لون بشرتي وأصول عائلتي، وأشياء لم أكن قادرة على التحكم بها، وكنت أشعر أنه الجحيم دون أدنة شك وخاصة عندما تعرضت لمرض السرطان، وعانيت من آلام مستمرة وخوف خلال تلك السنوات. ولكن خذني بحملك قليلاً. ماذا لو كان سبب شعوري بأن الحياة تبدو كالجحيم هو جهلي بما أملكه من قوة، أو ما كنت قادرة على فعله. بعد كل هذا، لم يعلمني أحداً أبداً كيف تسير الحياة، ولك نولد ومعنا دليل التعامل معها. لم تكن الحياة بالنسبة إليّ سوى صراع، وكنت أعيش في خوف هائل بالفعل في مرحلة البلوغ. ظننت أن الحياة تحدث لنا، وأنني كنت ضحية فيها، ولذلك كنت أقوم بردّ فعل تجاه ظروفي حياتي دائماً بدل أن أخلقها. من كانت لتوجد الطفولة المتنمرّة والمتعصبة والتي من شأنها أن تترك نظرة متدنية كثيراً تجاه الذات: من كانت لتختار أن تخلق أنثى في مجتمع لا يزال ينظر إلى المرأة على أنها أقل شأناً من الرجل؟ من كانت لتوجد السرطان داخل جسدها إلى أن يشارف على قتلها؟ دون أدنى شك كنت ضحية ظروف حياتي، أو ربما ظننت، حتى مت. وثقت الكثير من قصة حياتي في كتابي الأول "أموت كي أكون أنا".
عندما كتبت ذلك الكتاب الأول. لم أكن أتوقع أن أكتب كتاباً آخر، كنت قد كتبت مذكراتي، هكذا ظننت والتي حكت حياتي وخاصة تجربتي مع مرض السرطانن وبلغت ذروتها في تجربة الاقتراب من الموت "وكتبت أيضاً عن الحكمة التي حصلت عليها بعد خوض تلك التجربة". ماذا لديّ لأكتبه أيضاً؟ ظننت حقاً أن جميع العناصر المثيرة للاهتمام عن حياتي كانت مروية في ذلك الكتاب. إلى أن واحدة من أكثر الرؤى المدهشة التي منحتني إياها تجربة الاقتراب من الموت، هي أن الحياة التي نعيشها جميعاً الآن على الأرض يمكن أن تصبح جنة لنا إن استطعنا أن نفهم بساطة كيف تعمل روما الذي نحن في حاجة إليه كي نوجد الجنة كواقع لنا. إن السبب الذي دفعني لأن أختار العودة إلى الحياة بعد تجربة الاقتراب من الموت هو أنني أدركت أن الجنة التي يمكن لهذه الحياة أن تكونها حقاً.
أردت أن أحيا خارج الحقيقة المذهلة لهذا الواقع وتحويل حياة الخوف والرهبة والحزن التي عشتها آنفاً. كنت أريد أن أعيش في السماء هنا والآن... في أحد الأيام، مضيت إلى أحد الأماكن المفضلة لديّ، الشاطئ... جلست على الرمال ونظرت إلى البحر الذي يفصل بين جزيرة "هونغكونغ" التي أعيش فيها، عن الجزيرة الرئيسية... أردت أن أذهب إلى ذلك المكان لأنني عندما تجتاحني مشاعر القلق والاضطراب أرغب في زجّ نفسي في الطبيعة ولا سيما بالقرب من البحر، أستطيع أن أشعر مادياً باتصالنا مع الكون بأسره على نحو لا يصدق كما لو كان كل شيء يعمل بانسجام تام في تزامن فريد ليشكل هذا النسيج الواسع الذي نسميه الحياة.
مهما كانت أسئلتي، كنت أشعر دائماً أن الإجابات تتوارد كلما كنت في الطبيعة سواء جاءت تلك الإجابات من خلال همسات الريح، وصوت الماء، أو حفيف لطيق لفروع الأشجار والأوراق. ولذلك عندما جلست هناك على الرمال في ذلك اليوم، أنظر إلى البحر والسماء، تحدثت بصمت إلى الكون. قلت: "عدتُ من الموت، ماذا الآن... كيف يفترض بي أن أكون عوناً لذاتي والآخرين وأنا عليلة الجسد..." انهمرت الدموع على وجهي في لحظة استسلامي للكون.. آنذاك سمعت من العدم همساً، وليس صوتاً حقيقياً، ولكنه بدا كأنه ينبعث من صوت أمواج البحر، صوت رنّ في قلبي هامساً: ما الرسالة الأساسية التي تعلمتيها نم تجرب الاقتراب من الموت، الرسالة التي كتبت عنها في كتابك الأول؟" أجبت: "أن أحب ذاتي دون قيد أو شرط، وأن أكون ذاتي قدر المستطاع، وأن أجعل نوري متألقاً قدر الإمكان. "وهذا هو كل ما تحتاجين أن تفعلي أو تكوني عليه. أحبي نفسك دون قد أو شرط وكوني دائماً أنت..." عندما تحبين ذاتك وتعرفين قيمتك الحقيقية لن يكون هناك شيء تعجزين عن فعله أو معالجته[...].
أنيتامور جاني كتبت تجربتها حول اقترابها من الموت ولم تكن تعرف أن كتابها هذا سيلاقي هذا الإقبال وأن قصتها ستلامس الكثير من الناس بهذا العمق، وقد لجأ إليها العديد والعديد لمساعدتهم في معرفة المزيد عن تحقيق إحضار تلك القطعة من الجنة التي كانت قد اختبرتها إلى حياتهوم هنا على هذه الأرض... مثل ذلك تحد لها إذا كانت على استعداد للسفر إليهم أينما كانوا لمساعدتهم... ولكن اصطدمت رغبتها بالكثير من الصفات لم تيأس، وهي تقول بأنه ونتيجة كونها قادرة على الشعور بالألم الكامن في العديد من القلوب حول العالم والرغبة القوية لإعادة الفرح إلى حياة الجميع، فقد ألهت تأليف هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ "ماذا لو كانت هذه هي الجنة" وهو ودون شك، يحتل محاولتها للكشف عن بعض أضخم الأساطير التي يؤمن بها الجميع والتي منعتهم من عيش حياتهم ببساطة إذ أن هذه الأساطيير مثلت المعتقدات السائدة في الثقافة المحيطة بكل مجتمع إنساني... و هي تقول بأن القارئ وحالما يقرأ كلماتها لديها رجاء أن يتناغم قلبه مع الحقيقية التي عرفتها على الدوام في الأعماق.. وسيشعر حينها بالحرية والفرح ذاتهما اللذين شعرت بها عندما كانت جالسة على الشاطئ تتحدث إلى الكون. سوف يسلط كل فصل من فصول الكتاب الضوء على حقيقة معروف تقبلها معظمها كحقيقة، وسوف تظهر مدى كم أن هذا المعتقد الاسطورة كم هو نافذ وغير مرئي بالنسبة إلينا، وسوف تشارك القارئ قصصاً و أمثلة عن حياتها حيث ترى للأسطورة دورها، وتوضح كيف استطاعت اكتشاف زيفها من خلال تجربتها الخاصة، وما وجدته حقيقة بالنسبة لها. ويلي كل فصل مقطع يدعى حياة الجنة هنا دالاً حيث تقدم بعض الاقتراحات حول بعض الحقائق الممكنة وراء الأسطورة التي عورت إلى ذكرها في ذاك السياق، فحددة طرقاً للتغلب على بعض أنواع التكيف بحيث يستطيع القارئتحويل الأسطورة لتتناسب مع حياته، لتعيش حقيقية عوضاً أن يعيشها… أن يعيش ذلك الوهم. إقرأ المزيد