إعجاز القرآن في تسبيح الأكوان
(0)    
المرتبة: 198,739
تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: المعتز للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:عند الإنطلاق من بديهة أن القرآن معجزٌ بلاغياً وعلمياً وغيبياً . . الخ كما أجمع على ذلك القدماء والمحدثون ، نجد من إعجازه البلاغي أنّه لا يستخدم كلمة واحدة أكثر من مرّة ، ولا يكرّرها بنفس المعنى ؛ لأن التكرار عيب ونقص في الفصاحة والبلاغة ، كما هو معروف ...عند أصحابها ، ولأن الكلام الكامل لا يحتاج على تكرار . . وكلام الله كامل ، وكل ما يظهر من تكرار بعض الكلمات إنما هو للتعبير عن حقائق مختلفة متعددة ، وليس عن نقص يكمّله تكرار ، ولو تتّبعنا ما ذكره علماء المسلمين والمفسّرين للقرآن عن كلمات القرآن نجد أنّهم يبالغون في وصف كلمات القرآن وعلومه على حدٍّ لا تصله كل العقول . يقول القاضي أبو بكر بن العربي : " علوم القرآن خمسون علماً وأربعمائة علماً وسبعة آلاف علم وسبعون ألف علم ، على عدد كلم القرآن مضروبة في أربعة ؛ إذ هل كلمة ظهر وبطن وحدّ ومطلع وهذا مطلق دون اعتبار تركيبها وما بينها من روابط وهذا ما لا يُحصى ولا يعلمه إلا الله . كل ذلك يعود إلى أن القرآن وصف كلماته من قوله تعالى : [ ولو إنما في الأرض من شجرة وأقلام والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله إن الله عزيز حكيم ] [ لقمان / 27 ] واليوم هناك المزيد . ويقول الدكتور عبد الله مصطفى في كتابه " معالم الطريق في عمل الروح الإسلامي " ( للإعجاز البلاغي في القرآن الكريم أساليب كثيرة جداً ؛ منها إستعمال كلمة واحدة للدلالة على معاني متعددة يتعيّن من بينها المعنى في إيّما نصّ مشتمل على الكلمة تعيّناً محققاً بسياق النص ومقتضى الحال البياني المدرك منه ) . من هنا ، ومن خلال بديهية عدم التكرار في القرآن تأتي هذه الدراسة التي يسعى الباحث من خلالها التحدّث عن كلمة واحدة في القرآن وردت إثنتان وتسعون مرة ، وبكافة إشتقاقاتها للدلالة على إعجاز القرآن . وهذه الكلمة هي كلمة التسبيح ، ومهما بالغ القدماء والمحدثون في بيان إعجاز القرآن بكافة وجوه الإعجاز . . . فما زال هناك متّسع للكشف عن المزيد . . لأن حدود معانيه لا تنتهي . . . وكلماته لا تنفذ لأنّها كلمات الله الذي لا يحيط بعلمه شيء وعليه ، فإن الباحث يحاول في هذه الدراسة إلقاء نظرة عددية أو حسابية على عدد مرات ورود كلمة التسبيح في القرآن الكريم ، وارتباطها بالزمان والمكان . . والحال والكيفية . . وكل ما ارتبطت به . . كلمة التسبيح . . مما له علاقة بالتسبيح . . مبيّناً بأنّه لا يمكن أن تكون قد جاءت بهذا العدد الكبير ، وبمختلف صيغ الإشتقاقات اللغوية للكلمة إلا لأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يعرّف المسلم بأهميتها عنده . . وبما تحمله من معاني والتي يجب التنبّه إليها وإعطاءها حقها في صلاته . . فكراً . . وتعبيراً . . وفهماً . . وعبادةً . . وصولاً إلى معرفة ما أراد بها خاصة . . بعد مراد الله منها في القرآن بصورة عامة . ولنلق نظرة أوّلية لما فتح الله تعالى الباحث في هذا السياق ليتحف به القارىء حيث يذكر أن الملاحظة العددية الأولى لهذه المفردة في القرآن تعطينا الصورة الرقمية التالية : وردت لفظة التسبيح واشتقاقاتها إثنتان وتسعون مرة في القرآن الكريم ، حيث وردت بصيغة الماضي : سبّح : أربع مرات ، ووردت بصيغة المضارع : يسبح . عشرين مرة وردت بصيغة الأمر : ثماني عشرة مرة ، ووردت بصيغة المصدر : سبحا : مرتين ، ووردت بصيغة تسبيح : مرتين ، ووردت بصيغة إسم الفاعل : المسبحين : مرتين ، ووردت بصيغة سبحان واحداً وأربعين مرة وأربعين مرة : أي أنّ هذه الكلمة وردت بجميع الإشتقاقات تقريباً التي يمكن استخدامها في اللغة [ . . . ] . ثم لينتقل إلى ملاحظة ثانية وهي أنّ هذه الكلمة وردت مرتبطة بكلمة الحمد . . ، إلى ما هنالك من حالات لورود الكلمة . . . وليصل إلى أن معنى ورود هذه الكلمة إثنتان وسبعون مرة يحفّز ، من باب بديهية أنّ لا تكرار في القرآن . . . وليأخذ القارىء في عملية بحث عن معانٍ بعدد هذه المرات ، مؤكداً على أن هذا يقود إلى الإنتباه إلى أهمية كلمة التسبيح الإستثنائية في القرآن ، حيث يسير الباحث أنّه لم يجد مؤلّفاً واحداً . . قديماً أو حديثاً يعالج هذه المسالة أو ينتبه إليها بهذا المعنى . . وهكذا يأخذ الباحث القارىء في رحلة بحثية عن مكنونات هذه الكلمة بما لم يتناوله أحد قبل ذلك . . . وصولاً في نهاية البحث إلى التأكيد على إعجاز القرآن الكريم في تسبيح الأكوان . إقرأ المزيد