انتفاضة القدس (2015 - 2016)
(0)    
المرتبة: 36,000
تاريخ النشر: 01/02/2017
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:تحدّث الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي في نادي الصحافة الوطني The National Press Club في العاصمة الأمريكية واشنطن في 10 نيسان / أبريل 2015 حول الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، ونظرة المجتمع الاسرائيلي إلى الفلسطينيين وإلى نفسه؛ ويقول ليفي في نقده للدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل: "لم أكن مقتنعاً كثيراً ...في أي وقت بأن إسرائيل والولايات المتحدة تتقاسمان حقاً القيم نفسها إلا بعد الاستماع إلى هذه المداخلات الرائعة اليوم، لأننا نتعامل في نهاية اليوم مع نظامين متشابهين جداً جداً، مع نظامين لهما في الحقيقة قليل صلة بالديموقراطية "ثم ليتناول الممارسات الاسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة بقوله: "في أواخر الثمانينات، عندما بدأت في الانتقال إلى المناطق المحتلة بالصدفة المحضة، كصحفي، أدركت أن أكبر دراما في اسرائيل هي التي تحدث على بعد نصف ساعة فقط من منازلنا، في فنائنا الخلفي المظلم، حقيقة أنها مختفية في فناء اسرائيل الخلفي، على بعد نصف ساعة من منازلنا. كل تلك الجرائم تحدث، ونحن الإسرائيليين، ومعظمنا إذا لم يكن كلنا، لا نريد أن نعرف، ولا نعرف، وفوق كل شيء لا نهتم واستغرق مني الأمر الكثير جداً من السنوات لأفهم كيف يحدث ذلك".
ويواصل ليفي حديثه عن عمى الاسرائيليين تجاه الظلم الفادح والقمع والاضطهاد الذي يلحقه جيشهم بالفلسطينيين: "كيف يمكن أن معظم الاسرائيليين، وليس كلهم، يظلون مقتنعون بعمق بأن جيش الدفاع الاسرائيلي هو أكثر الجيوش أخلاقية في العالم؟". ويرى ليفي أن لا أمل للتغيير في المجتمع الاسرائيلي لأنه "مجتمع مغسول الدماغ إلى حد بعيد"، وهو "مجتمع يعيش في حالة إنكار، منفصلاً تماماً عن الواقع، فقد صلته بالواقع الماثل في فنائه الخلفي، وفقد الصلة تماماً بالبيئة العالمية". معللاً ذلك بقوله: "سأقوم فقط ثلاثة مبادئ تمكننا نحن الإسرائيليين، إذ لم يكن كلهم، يعتقدون بعمق بأننا شعب الله المختار، وبأن لنا الحق أن نفعل ما نشاء. وثانياً كانت هناك احتلالات وحشية في التاريخ؛ بل وكانت هناك احتلالات أطول في التاريخ، حتى مع أن الاحتلال الاسرائيلي يصل إلى سجل جيد؛ إلّا أنه لم يكن هنالك أبداً في التاريخ احتلال يقدّم فيه المحتل نفسه على أنه الضحية الوحيدة الموجودة. والأسوأ نتحدث عن دور الضحية، ونقول الشعب المختار، وعندما أقول الضحية؛ فغنيّ عن القول إن علينا أن نذكر الهلوكست والسيدة غولدامئير التي صدّرتها هيئة المحلفين الأمريكية إلى إسرائيل، قالت ذات مرة. هذه المرأة التي لا تنسى: إن لليهود الحق، بعد الهولوكست، في أن يفعلوا ما يشاؤون. لكن المجموعة الثالثة من القيم هي الأكثر خطورة على الإطلاق. إنها النزع المنهجي للإنسانية عن الفلسطينيين، والذي يمكننا نحن الإسرائيليين من العيش بسلام مع كل شيء؛ لأنهم إذا لم يكونوا كائنات بشرية مثلنا، فإنها ليست في الحقيقة مسألة حقوق الإنسان؛ وإذا حككت تحت جلد كل إسرائيلي تقريباً فإنك ستجدها هناك. لن يعامل أحد الفلسطينيين ككائنات بشرية مثلنا... ولكن في نهاية اليوم، كم من الاسرائيليين حاولوا في أي وقت أن يضعوا أنفسهم للحظة في محل الفلسطينيين للحظة واحدة أو ليوم واحد؟".
ويختم ليفي حديثه بقوله: "إن لاسرائيل أنظمة اليوم، وربما هي البلد الوحيد والدولة الوحيدة في العالم التي لها ثلاثة أنظمة: واحد لليهود، وواحد للمواطنين العرب، وواحد هو نظام فصل عنصري في الضفة الغربية وغزة". هذه الحقائق التي ذكرها الصحفي الاسرائيلي جدعون ليفي هي بعض ما يجري على أرض فلسطين الحبيبة، وما يمارسه الاحتلال الاسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة. وانتفاضة القدس التي شكلت المحور الأساس الذي يدور حوله الحديث في هذا الكتاب هي حلقة من حلقات نضال شعب فلسطين وكفاحه المتواصل من أجل تحرير تراب وطنه من الاحتلال البغيض، منذ أن دنست ترات فلسطين الطاهر أول موجات الغزو الصهيوني في أواخر القرن التاسع عشر.
وقد توزعت محتويات هذا الكتاب على مجموعة من الباحثين من أصحاب الاختصاص، الذين شكلت أبحاثهم ومقالاتهم فصول هذا الكتاب الستة. تناول الدكتور أحمد نوفل، الاستاذ في قسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك، البحث في عوامل وأسباب انتفاضة القدس. وحول انتفاضة القدس في سياقها التاريخي، وتوقيتها والأدوات والأسلحة المستخدمة فيها. جاء الفصل الثاني وبقلم الاستاذ نواف الزرو، الباحث المعروف في الشؤوون الفلسطينية. وأوضح الدكتور نظام بركات، الاستاذ في قسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك في الفصل الثالث من الكتاب، خصائص انتفاضة القدس ومقارنتها بخصائص الانتفاضات الفلسطينية السابقة. كما ركز الاستاذ نواف الزرو في الفصل الرابع على المهد الاسرائيلي وتداعيات الانتفاضة وتأثيرها عليه، وبيّن الخسائر البشرية الإسرائيلية، والخسائر الاقتصادية والأضرارا الكبيرة التي لحقت بالاقتصاد الاسرائيلي نتيجة هذه الانتفاضة.
ثم ليتناول الأستاذ فاروق العمد، وفي الفصل الخامس، العوامل المؤثرة في مسار انتفاضة القدس، مبتدئاً بالحاضنة الشعبية الفلسطينية، التي تلتها الحاضنة الوطنية (فصائل المقاومة الفلسطينية)، والعناصر الواجب توافرها لديمومة الانتفاضة. أما الفصل السادس والأأخير الذي جاء تحت عنوان "الإعلام والانتفاضة الفلسطينية: الدور والتأثير المتبادل" للدكتورة نادية سعد الدين، مديرة تحريرالشؤون الفلسطينية في جريدة الغد الأردنية، فقد احتوى على صدى انتفاضة القدس في وسائل الإعلام الأردنية والعربية والعالمية، وموقف الإعلام الإسرائيلي من هذه الانتفاضة كما اشتمل على الموقف الإعلامي العربي منها، وموقف الإعلام الغربي والتضامن الدولي معها. إقرأ المزيد