تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:تبدأ الحكاية صباح يوم الاثنين. يتوجه فيه مصطفى نعمان للخروج بغية دفع ألفي دينار ولقاء المقاول للاتفاق معه على التفصيلات النهائية التي سيكون عليها البيت الذي اشتراه ليستقر فيه مع عائلته لم يخطر في بال مصطفى نعمان أن ذلك النهار الربيعي يخبئ له مفاجآت غير اعتيادية، وحين تعطلت ...سيارته في الطريق أقفل أبوابها واستقل الباص، وفي المعهد حيث يدرس، كان في انتظاره رجلان جاءا يسألان عنه. وحين أخبرا مصطفى نعمان أنه مطلوب للاستجواب، سألهما بدوره لم لا يستجوبانه هنا؟ أشارا عليه بضرورة أن يرافقهما تنفيذاً للأوامر. بادئ الأمر ظن مصطفى نعمان أن المسألة لا تعدو كونها خطأً أو تشابهاً في الأسماء. في مديرية الأمن وفي الكاراج بالتحديد حيث اقتيد رأى سيارته المعطلة وسط حشد هائل من السيارات، وهناك فوجئ بأحد رجال الأمن المدنيين يقترب منه ليعصب عينيه، اشمأزت نفسه من قطعة القماش الذرة التي أراد أن يلفها رجل الأمن حول عينيه. وكان مصطفى نعمان غير دارٍ بما سيحصل. وكانت لا تزال فيه بعض القوة فاعترض واقترح أن يشقّ قماش قميصه لتعصب عينيه. أخيراً انتزع رجل الأمن ربطة العنق التي يضعها مصطفى وعصب عينيه بها. ثم وضع الأصفاد في يديه المضمومتين إلى خلف.
في الاستجواب الأول ما إن سُئل عن اسمه حتى أمره المحقق بالاعتراف. وسأله عن أشخاص لم يكن مصطفى نعمان قد عرفهم أو سمع حتى بأسمائهم. وفي السرداب كانت تصله أصوات الاستغاثات كأنها قادمة من بعيد. لم يخطر في بال مصطفى نعمان إلا أن هذا التوقيف مؤقت ولن يتجاوز الساعات في أسوأ حال. إذ سيتضح حتماً لرجال الأمن أنهم أخطئوا الرجل وأن المطلوب هو آخر غيره. مع مرور الساعات كان يتذكر مثلاً ما حصل لجاره الذي اختفى والذي طاف مع زوجته على المستشفيات ومراكز الشرطة للتفتيش عنه إلى أن وجد جثة مقطعة في ثلاجة المستشفى. أتكون التهمة الموجهة إليه مرافقة زوجة جاره في تلك الليلة المشؤومة؟
أسئلة كثيرة كانت تراوده ولا يجد سبباً وحيداً يجعله قيد الاعتقال "ماذا يمكن أن يجعلني متهماً؟ لم أكن أتدخل في السياسة. كنت فقط أكره الحزبيين وزوجتي تبعية. وألتقي أصدقائي بشكل اعتباطي. ربما تكلمنا في السياسة. لكن السياسة لم تكن محوراً للحديث. الحياة وحدها بما فيها مجمل حديثنا.
هذا الكتاب يعتبر شهادة صادقة عن معاناة شعب من نظام يبتكر يومياً فنوناً جديدة في إذلال الناس وسحق كرامتهم. وكاتبه ربما لم يكن هاجسه بناء رواية، حتى على الغلاف لا نجد ما يشير إلى كون الكتاب رواية أو شعراً أو نصوصاً. وبدا أن هاجسه الأول نقل تلك التجربة بصدق، ربما لتكون صوتاً يرتفع ضد الظلم، وقد عبّر عن رغبته تلك إذ ذكر في الخاتمة: "وومض في ذهني سؤال، ماذا لو اطلع الناس على بعض هذه الحقائق؟ أ سيكون للنبأ ما لحصاة في بئر عميقة فلا تحدث إلا صوتاً أشبه بالأنين في عالم صاخب، طغت فيه أصوات المدافع على كل الأصوات الخيرة والطيبة والمسالمة التي تحلم بغد مشرق حنون؟ أم ستكون بلسماً لجراحات المعذبين. "
رينيه الحايكنبذة المؤلف:وومض في ذهني سؤال، ماذا لو اطلع الناس على بعض هذه الحقائق أسيكون للنبا ما لحصاة في بئر عميقة فلا تحدث إلا صوتاً أشبه بالأنين في عالم صاخب، طغت فيه أصوات المدافع على كل الأصوات الخيرة والطيبة المسالمة التي تحلم بغد مشرق حنون؟ أم ستكون بلسماً لجرحات المعذبين؟ إقرأ المزيد