المجتمع المدني العربي في ظل العولمة من الإقليمية إلى العالمية
(0)    
المرتبة: 75,678
تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: دار الروافد الثقافية
نبذة نيل وفرات:يعاني المجتمع المدني من الضعف والتهلهل وفقدان الهوية والهدف وهذا يفعل الدور السلبي للسلطة السياسية إتجاه هذا الشريك المهم في الحياة السياسية والعامة، حيث يعمل النظام السياسي على تهميش وخنق مكونات المجتمع المدني.
ومع ذلك، يساهم المجتمع المدني في تكوين الوعي بالذات وصيانة القيم الوطنية المرتبطة بالهوية والمكونات الحضارية للأمم، ...إذ يعتبر جدار صد أمام الإختراق الثقافي والغزو متعدد الأذرع والأوجه خاصة في الجانب الأخلاقي والروحي الذي يعتبر من الأسس الهشة في غالب الأحيان، فالمجتمع المدني إذا ما تمكن من وسائل العمل وأعطيت له الصلاحيات التنظيمية والمساهمة الفعلية في تكوين عناصر الهوية، سيكون أحد أهم الركائز التي تمنع موجات العولمة من الضغط على البنية المعنوية والروحية والثقافية للأمم خاصة المجتمعات العربية الإسلامية.
لكن ما هو واقع المجتمع المدني في الدول العربية؟ وهل تمكن من النمو والتطور بالشكل الطبيعي؟ ألم يدخل في صراع مع الأنظمة السياسية في سعيه لتكسير حلقة التخلف والقهر والإستعباد، ثم كيف يمكن تحويل المجتمع العربي التقليدي في علاقاته إلى مجتمع حديث مدني إيجابي؟...
إن هذه الدراسة التي شارك فيها جملة من الباحثين تحاول تسليط الضوء على عدة جوانب متعلقة بالمجتمع المدني ومكانته ودوره، ومكوناته في الدول العربية، وهي مساهمة بسيطة من أجل إماطة اللثام على الكثير من القضايا المهمة الأخرى التي صاغها الباحثون كإشكاليات حاولوا الإجابة عليها في هذا الكتاب.نبذة الناشر:حاولنا من خلال ما ورد في هذا الكتاب المساهمة ولو بجزء يسير في إثراء المكتبة العربية بهذا المؤلف حول المجتمع المدني العربي والتحديات التي تواجهه في ظل شراسة المؤثرات الخارجية خاصة ما اصطلح عليه بتسمية العولمة.
لا شك أن المجتمع المدني العربي عامة والجزائر خاصة في حاجة إلى إعادة تشكيل وتأهيل وإعتراف حقيقي من قبل الدولة والسلطة الحاكمة، التي لا بد أن تدرك ما لهذا المكون من أهمية كبيرة في المحافظة على بقاء وإستمرار الدولة والمحافظة على إستقرارها وتنميتها وإنفتاحها على المحيط الداخلي والخارجي.
لقد اتضح أن الجانب المعنوي والأخلاقي للمجتمع يعتبر من أهم الجوانب التي تتأثر بشكل سريع ومباشر خاصة في ظل التطور الكبير لوسائل الإتصال والمعلوماتية التي أصبحت كطرق سريعة لإنتقال المعلومات وبالتالي الثقافات في عصر يشهد عولمة ثقافية لا تحترم الهويات والثقافات الأخرى، لذا فإن المجتمع المدني عندما يلتزم بالدفاع عن الهوية والثقافة يتمكن من صيانة حضارة وهوية مجتمعه ويمده بوسائل المناعة من الغزو الثقافي الأجنبي.
إضافة إلى ذلك، فإن المجتمع المدني ليس فقط عامل حاسم في صد التأثير السلبي الخارجي، بل يساهم في تشييد البناء الإجتماعي والإقتصادي والثقافي والسياسي خاصة على الصعيد الداخلي، مما يفرض على الدول العربية إعادة النظر في القوانين والتشريعات المنظمة لمؤسسات المجتمع المدني العربي والسماح له بالنشاط بشكل طبيعي في مختلف المجالات، حتى يساهم في الرقي وتطوير وتمدين المجتمع العربي في ظل الحداثة وتماشياً مع التطور الحاصل في المحيط الدولي في مجال الإهتمام بالمجتمع المدني والتمكين له في الحياة السياسية والعامة. إقرأ المزيد