تاريخ النشر: 01/01/1984
الناشر: عويدات للنشر والطباعة
نبذة نيل وفرات:ربما تكون ولادة الكاتب الفرنسي "أندريه جيد" (1869-1951) في عائلة برجوازية بروتستانتية مرفهة، وتلقيه تربية قاسية ومتزمتة، فضلاً عن صحته المعتلة منذ صغره السبب في إبداعاته وتأملاته ذلك أن (قوت الأرض) إن لم يكن كتاب إنسان مريض، فهو على الأقل كتاب إنسان في دور النقاهة، كتاب شخص كان مريضاً. ...ففي غنائيته ذاتها مغالاة من يعانق الحياة كشيء كاد يفقده. يقول أندريه جيد: "كتبت هذا الكتاب في فترة كان فيها الأدب تنبعث منه بعنف رائحة التصنع والإنغلاق، فبدا لي ضرورياً أن أعيده إلى الأرض ليطأ الثرى حافياً".
في هذا الكتاب بدا "أندريه جيد" صاحب خطاب متمرد تشكل في أعماق اللاوعي وتمظهر على مدار النص حيث تزدهر المعاني الخاصة بعملية فهم الكون والإله والوجود وتتشابك وتتفتح إلى مديات واسعة، وخاصة عندما يخاطب (نتانائيل) بقوله: لا تأمل، يا نتانائيل، أن تجد الله إلا في كل مكان. كل مخلوق إنما يشير إلى الله، وما من واحد يجلو كنهه (...) أينما نذهب فثمة وجه الله – كان مينالك يقول: الله هو كل ما أمامنا. نتانائيل، سترى كل شيء وأنت سائر، ولن تقف في أي مكان، قل لنفسك دائماً إن الله وحده غير فان ...".
وإذا ما علمنا أن نتانائيل واحد من رسل المسيح الإثني عشر والذي جاء في إنجيل يوحنا بأن هذا التلميذ كان من بين التلاميذ الذين التقوا المسيح على ضفة بحيرة طبرية بعد قيامته من الموت ندرك تماماً الرسالة التي يتوخاها صاحب (قوت الأرض) ويقولها للقارىء: فليعلمك كتاب أن تُعنى بنفسك أكثر من عنايتك به، ثم بكل ما تبقى أكثر من نفسك".
يتضمن هذا الكتاب كتاب قوت الأرض طبعة العام 1927 – وكتاب القوت الجديد طبعة 1935 نقله إلى العربية الدكتور شكيب الجابري. إقرأ المزيد