تاريخ النشر: 15/06/2016
الناشر: فضاءات للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:بين الوسادة وعنقه تسللت ذراع عارية وناعمة مثل الشفرة، أسلم عنقه مثل ذبيحة، وبلا عينين، وفي سويداء العتمة، رأى بياض الذراع يسطع، فنسي عنقه، وأقبل الأنف الدقيق يتشممه، ثم أقبل على الوجنتين الغافيتين مسبّحاً، وربما كان سيطوف بين الحاجبين أو حول الأذن التي أومأت له، لكن نمنوما همست: حبيبي، فغاب ...في ومضة فومضة من ضياء وعتمة، من خوف وأمان، من لذة ومن وجع.
وودّ لو يقدر على أن يملأ هذا الفجر ضحكاً وبكاءً معاً، لكنه عجز كما يعجز الوليد أو الميت، وطال به العجز ريثما تماثل له برزخ مما يقال إنه يقوم بين الحياة والموت، أو بين الجنة والجحيم، ولما حرك إحدى قدميه ليتبين موقعه من البرزخ، تمسّحت القدم بساق عارية وناعمة مثل الشفرة، وعلى هونٍ التفّتْ الساق على الساق، وهمست نمنوما: حبيبي.
ما بي من سرّ عليك فكر، وخاف، من أن يكون ذلك صحيحاً، بينما لا يعلم هو مما تخفي أمراً، وإلى أن يبدأ الإحتفال سيتسلل إلى شوقهما الراديو في السيارة، والتيلفزيون في البيت: إعادة لمشاهد إنفجار السيارة المفخخة.
كان شعاع وإن يرسم في الأفق: 31- 12- 2011، كأنه يومئ إلى هاوية، وكان البحر البعيد يحضن الفراغ اللامع بينه وبين نمنوما وصباح، فيبدو مرحاً في لحظة، وفي لحظة مثل طفل يتقلّب في نومه.
بعد قليل رأى صباح البحر يقدم لنمنوما حفنة من ماساته. إقرأ المزيد