تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: أطلس للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:التاريخ اللبناني والسوري والفلسطيني يجتمع في رواية (الجسد البارد) للروائي حسين طه السيّد، فجاء العنوان يتوافق والمقصد الفائي للنص، تمكن من تعيين محتواه، وجعله الجوهر الأساس للحكاية، ونواة الأحداث الروائية المتمحورة بين شخصيات تنتمي للجنسيات الثلاثة، بما فيها من تسلُط وترهيب وإكراه، رغبة من الروائي في نزع ذاكرة سوداء ...من ذهن المتلقي على صعوبة هذه المهمة.
في خطوط سردية تتفاوت طولاً وقصراً، ظهوراً وإختفاءً، يرصد الروائي الوجود السوري في لبنان خلال مرحلة الحرب الأهلية، فيسلط الضوء على أحداث مفصلية هزت البلاد، حادثة الحافلة في منطقة عين الرمانة / لبنان، السبت الأسود، إغتيال معروف سعد وكمال جنبلاط، وقد عمد الروائي إلى تداخل لماح بين القصة التي جمعت "تيريز" والرقيب "عرفة" من جهة، وبين قصة لبنان من جهة أخرى، حتى أن "عرفة" قد أطلق على كل من تيريز ولبنان الصفة المميزة ذاتها وهي "الجسد البارد".
تبدأ الرواية بمشهد جنود في حالة تذمر عرفة وعيد وسريطة، ولسان حالهم يقول "نحن لا شيء" وتتكرر هذه الفكرة بأشكال شتى وفق منظومة تقوم على هدر إنسانية الجنود، إذ يجد عرف ورفاقه أنفسهم، يحيون "حياة أرانب" ويأكلون في فصلٍ آخر، طعاماً مخصصاً للكلاب وجدوه في قصر طْلب منهم الإستراحة فيه، بعدما قام الضباط بسرقة محتوياته الثمينة.
تشكل ليلة رأس السنة نقطة إنطلاق الحدث الروائي، حيث يجتمع عناصر الموقع العسكري مع عشرين مدنيّاً بينهم امرأة واحدة، كان ثلاثة جنود تطوعوا لإنقاذهم من عاصفة ثلجية تركتهم عالقين في طريقهم من دمشق إلى بيروت.
يقيم الجنود السوريون والمدنيون الفلسطينيون واللبنانيون حفلة رأس السنة في الموقع العسكري، ويجعل الروائي من الإحتفال مختبراً رهيباً للهواجس، فقد كانوا ألعوبة من حيث لا يدرون، وفي مختبر كهذا، يُبرز الروائي الخوف الذي ينتاب الجميع، خوف الفلسطيني من السوري واللبناني من الفلسطيني والسوري معاً، والسوري من السوري.
بدا الجميع خائفاً من الجميع، والمستبد في أمان، يُرمى الجنود إلى ساحات المعارك ليواجهوا الموت، الموت المجاني ليس أكثر.نبذة الناشر:يستند حسين طه السيد في روايته "الجسد البارد" (دار أطلس) على مقولة سارتر الشهيرة "الجحيم هو الآخرون"، ويُحمّل ذلك القول مضامين حركت العمل من الداخل دون أن تطفو على السطح. ما جعل من الرواية تجسيدًا لأفكار نابعة من تلك الفكرة، فيظهر "الآخر" حينًا هو الأنثى، وحينًا الأقليات الرافضة للاندماج مع محيطها، وحينًا يظهر بأكثر الأشكال حساسية، وهو السوري بالنسبة للبناني. إلا أنّ السرد يجنح عن وظيفته بتجسيد الأفكار، ويتحول إلى ذكر مباشر للفكرة، وعلى هذا المنوال بين التورية بقالب حكائي، أو التصريح الفجّ قاد الكاتب قصته. إقرأ المزيد