تاريخ النشر: 04/05/2016
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:سليم بركات شاعر على فرادة خاصة، وعلى تصنيف، لا بالحديث في سياق ثرثرات الحداثة، ولا بالقديم في سياق إستثمار الماضي ولا "لغوي" على طريقة البلاغيين، ولا "أسلوبي" على طريقة المنمطين.
إنه فضاء شعري متحوّل متّسع لأكثر من زمن، ولأكثر من تجريب، قد يقال أنه شاعر "اللغة"، أو "سوريالي"، أو "شكلي"، أو ...قاموسي... أو تهويمي... ولكن، عكس كل ذلك، لا ينتمي إلى أحد، ولا إلى عمومية، ولا إلى مرجعية نهائية مقدسة، فهو أكثر الشعراء بالعربية تحرراً من العناوين الباهظة، والنظريات الفادحة، والمدارس المُعقّمة، هو شعره، هو مدرسته، وتعابيره، وجنونه، يغرف من تراث عرف كيف يدجنه، ويسوقه، بقوة إستشفافه، وعلوّ موهبته، وتشابك تجاربه وتصادم غرائبه ووسع ذاكرته التاريخية والأسطورية والميثولوجية، والواقعية؛ كل شيء يختلط بكل شيء، في كيميائية إيقاعية من إعتمالات المخيلة؛ من تفجر المخيلة اللغوية، (واللغة مخيلة لا واقعة ولا واقع).
بهذا المس السحري المتداخل المتدفق هنا، والمتشظي هناك، والرقراق على عذوبة قاسية هنالك، كأن سليم بركات يعبر مقترفات عديدة في خطوة واحدة، وعلى نَفَس طويل، ونبرات أكبر من مسافاتها، شاعر الهلوسة الخصبة حاضنة الوساوس، والخيبات، والكوابيس، والقسمات، وعزلات الكائن، ووهنه، وعجزه، وخروجه الأيدي... وعوداته الأبدية، ذلك أن سليم بركات أكثر من حالم... هو صانع أحلام... وأكثر من لغوي، هو صانع لغات، وأكبر من انماط، فهو محطم أنماط...
كل ذلك، لا يعفيه على غير تجريد، من جلجلات مجهولة، يجذرها، في حواسه وفي خطابه، فاللغة حواس، والمشاعر حواس، والمخيلة حواس.
فـ سليم بركات، على ترحاله بين الأمكنة والفضاءات والتجارب، هو شاعر الحواس بإمتياز، شاعر الجسد: والجسد مخيلة، والموت مخيلة، واللغة مخيلة، والمنافي مخيلة، لكنها على غير تجريد، أو تحديد، أو توصيف... إنها الحواس الملتهبة.
بول شاوول إقرأ المزيد