تاريخ النشر: 01/01/1987
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن من فضل الله وتوفيقه، أن قيّض لقرآنه الكريم الكثير من الرجال الذين اصطفاهم لخدمته، بالحفظ، والتفسير، والشرح، والدرس، وتوضيح ما خفي وإظهار ما غمض، وبيان المحكم والمتشابه من آياته، والناسخ والمنسوخ، والمجمل والمفصل، والعام والخاص من تبيان ما أمكن تبيانه من أسراره، وتوضيح آيات الأحكام لمعرفة الحلال والحرام، ...واستنتاج حكم تشريعه.
هذا وإن من أجلّ من حاول استنباط الأحكام من الكتاب، واستخراج القواعد الشرعية النافعة في كل مجال منه، الإمام أبو الحسن علي بن محمد الطبري الملقب بعماد الدين. ولد في سنة 405هـ، وتفقه ببلدة طبرسنان، ثم رحل إلى نيسابور قاصداً إمام الحرمين، فحصّل طريقته وتخرج به، وصار من أئمة الصحابة، وبرز في الفقه وأصوله وغيرهما من العلوم، وقد استفاض العلماء في بيان مكانته، والتعريف بمنزلته. قال السبكي عنه: أحد فحول العلماء، ورؤوس الأئمة فقهاً، وأصولاً، وجدلاً، وحفظاً لمتون أحاديث الأحكام.
ترك الإمام الطبري مؤلفات كثيرة منها كتابه "أحكام القرآن". وهو حلقة من سلسلة التآليف في هذا المجال. ومن المعلوم أن الكتب في "أحكام القرآن" تعنى بآيات الأحكام تستنبط منها قواعد، وتستخرج منها أصولاً، وتحاول اكتشاف الثروة الفقهية والتشريعية في الكتاب الكريم، ومدى حاجة العصور والأماكن المتنوعة إلى هذه الثروة. وقد راعى الإمام الطبري في كتابه هذا الإيجاز والاقتصار على الباب، فجاء كتابه وافياً في بابه، نافعاً لقارئه. كما وأنه يعد من أول الكتب المؤلفة في أحكام القرآن على مذهب الإمام الشافعي، حيث استخدم منهجه، وسار في طريقه، فضم إلى جانب ما ألفه غيره من أتباع أبي حنيفة ومالك نظرة تكاد تكون متكاملة عن الجانب التشريعي للقرآن. إقرأ المزيد