الفقه الإفتراضي وأثره في مستجدات العصر في الفقه الإسلامي - دراسة فقهية مقارنة
(0)    
المرتبة: 189,400
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: مؤسسة الضحى للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إنّ الشريعة الإسلامية شريعة كاملة متكاملة لم تدع ناحية من نواحي الحياة إلّا وفيها حكمها، ولا مشكلة إلّا وهي الصلاح المناسب لها، رسالة سماوية تميّزت بالشمولية والعدالة والإنسجام التام بين أجزائها المختلفة والربط بين أوامرها ونواحيها، فكانت خاتمة الشرائع، صالحة لكل عصر ومصر، لكل زمان ومكان، بما فيها من ...مبادئ وضوابط وقواعد وأصول مقررة شاملة لجميع شؤون الحياة.
ثم إنّ الفقه الإسلامي تعرّض ولا يزال لحملات تشويه مغرضة تتناول أصوله ورجاله بالنقد والتجريح، واتهامه بالجمود، بل ووقوفه عاجزاً عن مسايرة الحوادث والوقائع والمستجدّات، ولما كان المشرّع الأول الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) قد بلّغ عن الحق مراده، فقد اجتهد فيما لم ينزل فيه وحي، فكان قوله وحياً وسكوته إقراراً، أّذِن لأصحابه في حياته وبعده ليكونوا أهلاً لتحمّل أمانة هذه الشريعة، كي لا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الحودث التي نزلت أو التي لا تزال تتجدد في جميع شؤون الحياة.
فكان من معجزاته (صلى الله عليه وسلم) أنّ علم الفقهاء من بعده كيفية مواجهة التحديات، عن طريق الاجتهاد بالرأي، ضمن نصوص الشريعة ومصادرها، والتي تعتبر محواً مهمّاً دالّاً على تطور الشريعة ومرونتها ووفائها بجميع الأحكام؛ ماكان، ومايكون، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
هذا وقد اختلفت كلمة الفقهاء حول هذا الموضوع، أيّ الفقه الافتراضي ومدى مشروعيته، بين مجيز له ضمن ضوابط وحدود، وكاره؛ بل ومحرّم، وكذلك حول تحديد نشأته وأهميته إن أمكن، خاصة أنّ ذلك يوجد مبسوطاً في بطون كتب الفقه الإسلامي، والذي أثرى المكتبة الاسلاميّة والفقه الإسلامي، من خلال الفروع والفروض الفقهية التي استخرجها الفقهاء، ضمن نصوص الشريعة وتطبيقاً لها، والتي امتلأت بها بطون الكتب وأمهاتها، والتي وقع كثير منها في العصر الحاضر، فكان ذلك دالاً على نمو الفقه وشموليته، وكذلك بياناً لصدقهم ودعوتهم.
ونظراً لما للفقه الافتراضي من أهميّة قصوى، وحيث أن الباحث لم يجد من تناول هذا الموضوع في دراسة علمية مقارنة، ولما لهذا الموضوع من أهميّة فقهية، خاصة أنّه يتناول أعرق المدارس الفقهية الإسلامية، وكذلك، ونظراً لما لهذا الموضوع من أهميته بالمذهب الحنفي حتى نسب إليه أنّه تفرّد به دون سواه. من هنا انطلق الباحث لتكريس هذه الدراسة حول هذا الموضوع، وتناوله بالبحث والتمحيص والتحليل لتراثه في الجانب الفقهي والتشريعي. لتأتي هذه الدراسة ضمن تمهيد وأبواب ثلاثة وفصول جاءت رؤوس موضوعاتها على النحو التالي:
الباب الأول: الفقة الافتراضي: تعريفه ونشأته وآراء العلماء فيه وتضمن هذا الباب فصلين: 1- تعريف الفقه الافتراضي ونشأته وأقوال العلماء فيه. 2- مشروعية الفقه الافتراضي وتصور وقوعه وضوابطه. الباب الثاني: أثر مدرستي الرأي والحديث على الفقه الافتراضي. وقد اشتمل على فصلين: 1- موقف مدرستي الرأي والحديث من الفقه الافتراضي 2- الفقه الافتراضي عند الأئمة الأربعة وأصحابهم (رضي الله عنهم). الباب الثالث: في أهم المسائل الافتراضية وتطبيقاتها المعاصرة واشتمل على فصلين: 1- أهم المسائل الافتراضية المستجدّة في هذا العصر في الفقه الإسلامي. 2- أهم المسائل الإفتراضية في الفقه الإسلامي. هذا وقد تضمنت هذه الفصول مباحث ومطالب عززت وشرحت وشكّلت رافداً في إغناء هذه الدراسة بأبوابها وفصولها ومدارات البحث فيها. ليُذيّل الباحث دراسته هذه بخاتمة ضمنها أهم النتائج التي استطاع استخلاصها من بحثه هذا. إقرأ المزيد