تاريخ النشر: 01/01/1983
الناشر: دار الآفاق الجديدة
نبذة نيل وفرات:يأتي هذا الكتاب من ضمن حركة التأليف الواسعة النطاق التي شهدتها الجزائر في القرن الثامن الهجري، والتي كانت تدرس في مساجد تلمسان والجزائر وبجاية وقسطنطينة وبونة، ومما يشهد على اتساع هذه الحركة وازدهارها، ما نجده في كتب السير والفهارس من أسماء مصنفات جزائرية كثيرة صنفت في تلك الحقبة من ...التاريخ، ومن أهم المصنفين الذين يمثلون هذا العصر هو ابن القنفذ القسنطيني مؤلف "كتاب الوفيات" فمن هو هذا العالم؟
"هو أحمد بن حسن بن علي بن حسن بن علي بن الخطيب وكنيته أبو العباس واشتهر بابن القنفذ، ونسبته القسنطيني، نسبة إلى مدينة قسنطينة في الشرق الجزائري. ويعتبر كتاب الوفيات هذا عبارة عن تاريخ صغير لوفيات الصحابة والعلماء والمحدثين والمفسرين والمؤلفين، رتبه ابن القنفذ على القرون وعلى تواريخ وفياتهم.
واستهله بوفاة سيد الأولين والآخرين، النبي العربي الكريم، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، سنة 11هـ. وانتهى به إلى العشرة الأولى من المائة التاسعة، أي إلى سنة 807هـ بالحديث عن وفاة الفقيه الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن المراكشي الضرير. وقد جعله ذيلاً لكتابه "شرف الطالب في أسنى المطالب"، ولكون هذا الكتاب من المراجع السهلة التي اعتمدها المؤلفون لمعرفة تاريخ وفيات مشاهير الرجال من أبناء الأمة الإسلامية، وخصوصاً العلماء منهم، فقد أفرده كثير من القارئين على حدة، وفصلوا بينه وبين "شرف الطالب" فصار كتاباً مستقلاً.
تأتي أهمية هذا الكتاب من كونه دقيق في معلوماته ما أدى إلى انتشاره في كثير من الأوساط العلمية ونقل عنه عدد من كتاب التراجم والسير.
اعتمد المؤلف في تحقيقه على مخطوطتين منه إ؛داهما حصل عليها من مدينة تلمسان سنة 1963، ويرجع تاريخها إلى القرن التاسع الهجري، وقد كتبها إبراهيم بن قاسم بن سعيد بن محمد العقباني، والثانية، حصل عليها من قسطنطينة، وليس فيها تاريخ كتابتها، يبدأ الكتاب بتأريخ الوفيات من المائة الأولى (1-100هـ/622-719م) إلى المائة التاسعة (801-807هـ/1398-1405م).
نذكر من المائة الأولى يقول: "وقعت وفاة سيد الأولين والآخرين رسول رب العالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في ضحى يوم الاثنين الثامن من شهر ربيع الأول وقيل الثاني عشر منه سنة إحدى عشرة من الهجرة المباركة. وعمره صلى الله عليه وسلم ثلاث وستون سنة".
"وتوفيت فاطمة رضي الله عنها ابنته بعد ستة أشهر وقيل ثمانية".
وهكذا يستمر أبي العباس القسنطيني بذكر تأريخ كافة الصحابة والعلماء والمحدثين وأعلام الإسلام إلى السنة المائة التاسعة - أي 1405م). إقرأ المزيد