مديح البياض في الخطاب الفلسطيني الممنوع
(0)    
المرتبة: 205,793
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار الفارابي
نبذة الناشر:كان أمام الكاتب والفنان الفلسطيني المبدع طريقان لتحقيق وجود كفنان؛ الطريق الأول اعتماده على جهده الذاتي في بناء نفسه وخوض صراع البقاء منفرداً لتحقيق ما يطمح إليه من تأثير في الوسط الفلسطيني والعربي والعالم.
وفي مثل هذا الطريق يتعرض الفنانُ لأعاصير الطبيعة الإجتماعية والسياسية من دون حماية تقريباً، وينمو هكذا معتمداً ...على التربة الطبيعية، أي الوسط الإجتماعي الشعبي، وعلى الهواء النقي والشمس الطبيعية بحرّها وبردها، وكان فنان خمسينيات القرن العشرين من هذا النوع بشكل عام، ذلك الذي نما ضمن قيود وتحديات ساحقة.
في مثل هذا الجونمت "سميرة عزام" وتكوّن "غسان كنفاني" كنماذج تحملت مسؤولية نفسها ومواهبها من لحظة شراء الكتاب إلى لحظة الحصول على رغيف الخبز، ونعتبر "ناجي العلي" امتداداً لهذا النوع من الفنانين الذي نشأ ضمن تقاليد الطريق الصعب، ولكن الأكثر حرية.
أما الطريق الثاني فهو طريق الإعتماد على الرعاية الخارجية، رعاية توفرها المؤسسة أو الحزب أو المنظمة بكل ما تتضمنه هذه الرعاية من تجهيز وتسويق ونسج علاقات وبث إيحاءات في مختلف الإتجاهات.. ومثلت أجهزة منظمة التحرير الفلسطينية هذا الدور بشكل ملحوظ؛ دور التأنيث والتسويق والتجهيز.
وفي مثل هذا الطريق السهل لا يتعرض الفنان أو الكاتب إلى الأعاصير، ولا ينمو في تربة طبيعية، إنه ينمو في بيت زجاجي تحميه المحرمات، تماماً مثل نبات الظلّ الذي تحيط به الأضواءُ الصناعية فتزيده تألقاً.
ومن الملاحظ أن عدداً كبيراً من الكتّاب والفنانيين الفلسطينيين والعرب قد اتجه إلى الإنخراط في هذه الأجهزة اعتقاداً منه أنها رقعة أرض صالحة للنمو الطبيعي، أو هرباً من عالم المستنقعات والأعاصير، إلا أن عدداً كبيراً منهم أيضاً تراجع أو تم استبعاده أو خاب أمله، حين لم يجد أمامه غير أقفاص زجاجية.
كانت طبيعة البعض تأبى هذا التكييف، فهاجر أو انكسر، بينما ظل البعض الآخر، ونما.. ورويداً رويداً تحوّل إلى نبات ظلّ. إقرأ المزيد