مستشرقون في علم الآثار : كيف قرأو الألواح وكتبوا التاريخ
(0)    
المرتبة: 22,149
تاريخ النشر: 02/11/2009
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون، مسعى للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:كيف درس المستشرقين تاريخ الشرق، وعلى ماذا استندوا، وكيف قرأوا حضارتنا القديمة وهل صحيح أن النظرة اللاهوتية إلى التاريخ جوهر ثابت لا يتغير؟
مجموعة تساؤلات حاول الباحث والناقد محمد الأسعد الإجابة عليها من خلال دراسته موضوع الاستشراق في علم الآثار، فخط لنا كتابه القيم والذي جاء بعنوان "مستشرقون في علم ...الآثار، كيف قرأوا الألواح وكتبوا التاريخ"، وفيه يوافق الكاتب توصيف د.إدوارد سعيد لأول بعد من أبعاد الاستشراق بأن "الشرق موضوع الدراسة كان عالماً نصياً على نطاق واسع، وتم إنتاجه عبر الكتب والمخطوطات وليس عبر العاديات القديمة مثل التماثيل والفخاريات كما هو حال إنتاج اليونان في عصر النهضة".
لقد بين لنا الباحث محمد الأسعد في دراسته حول موضوع الاستشراق في علم الآثار بالتحديد، بأن غالبية المستشرقين حتى منتصف القرن التاشع عشر، كانت معرفتهم بالشرق معرفة نصية من خلال ما جاء في كتاب التوراة، حيث لعب النص التوراتي دوراً كبيراً في إنتاج ماضي الشرق، والشرق العربي خصوصاً، فوضع تاريخ ولغاته وفنونه وآثاره المادية في سياقات غريبة لا تنتمي إليه بقدر ما تنتمي إلى صورة متخيلة من المرويات التوراتية، حيث أعطت هذه الخطوطية علم الآثار في شرقنا العربي طابعاً مغلقاً وثابتاً، فهو فرع آخر وعلم خاص يدعى وعلم الآثار التوراتي، لا تؤثر ولا تغي في ثوابته أي خبرات جديدة مكتسبة، وفي أساس هذا العلم يكمن عنصران، عنصر "الرؤيا" وعنصر "الإحساس" بالهدف.نبذة الناشر:النص، والنص التوراتي تحديداً، لعب الدور الأكبر في إنتاج ماضي الشرق، وشرقنا العربي بخاصة، فوضع تاريخه ولغاته وفنونه وآثاره المادية في سياقات غريبة لا تنتمي إليه بقدر ما تنتمي إلى صورة متخيلة مستمدة من المرويات التوراتية، حتى وإن كان هذا الماضي أوسع زماناً ومكاناً من تلك اللحظة العابرة في تاريخهن تلك التي يفترض أنها مرحلة توراتية.
وأعطت هذه الخصوصية علم الآثار في شرقنا العربي طابعاً مغلقاً وثابتاً، فهو فرع آخر غير علم الآثار، إنه علم خاص يدعى علم الآثار التوراتي، لا تلمسه أي مكتشفات من أي نوع كان، ولا تغير ثوابته أي خبرات جديدة مكتسبة، ولا تطورات حديثة في مجال علم الآثار.
في أساس هذا "العلم" يكمن عنصران، عنصر ما يسمونها "الرؤيا" وعنصر ما يسمونه "الإحساس" بالهدف. والرؤيا بالطبع هي الرؤيا اللاهوتية، أي رؤية جوهر أصلي في تاريخ هذه الأرض لا يتغير، كان يوماً وظل على مر العصور والأحقاب، تمثله مآثر شعب التوراة لغة وتاريخاً ومملكة وفنوناً... الخ، وينظر إلى حضارات المنطقة القديمة على أنها مجرد مشتقات ثانوية من هذه المآثر. أما الهدف، فهو استعادة هذا الجوهر المطمور في تلال المنطقة العربية، وفلسطين خصوصاً، وإعادته إلى الحياة. ومن هنا فوظيفة علم آثار من هذا النوع، ليس التنقيب عن الآثار القديمة والتعرف على هويتها، فهذه الهوية معروفة سلفاً في النص التوراتي، بل لرفعها كمستندات تخلف رابطة بين ذلك الجوهر الثابت وبين الكيان الاستعماري الذي أنشأه الغرب على أرض فلسطين وكونه من يهود جلبهم من مختلف الهويات القومية تحت زعم أنهم ورثة ما يسميها في أدبياته "أرض التوراة" أي الجوهر الثابت على مر العصور. إقرأ المزيد