لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

وتلك الأيام

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 102,550

وتلك الأيام
5.60$
8.00$
%30
وتلك الأيام
تاريخ النشر: 01/07/2015
الناشر: دار الفارابي
النوع: كتاب إلكتروني/epub (جميع الأنواع)
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)
نبذة نيل وفرات:في حيّ الهنشير، من دوار القصبات الذي يقع على بعد عشرة كيلومترات من نقاوس غرباً ولدت ذات ضحى؛ وفق ما قالت لي زوجة عمي؛ وليس الحال كما هو مدّون في الحالة المدنية في العهد الإستعماري التي تجعل جلّ الأطفال الجزائريين يولدون ليلاً عند الساعة الثانية قبل الفجر...
ولدت يوم 13 ...تشرين الأول / اكتوبر 1947 وهو تاريخ بالتأكيد غير دقيق، ولا بد أن يكون تدوين ميلادي في الحالة المدينة قد تم بعد أيام أقلّه من مولدي؛ والدليل أن إحدى أترابي التي هي ابنة عمتي ولدت قبلي بأحد عشر يوماً ولكنها سجلت في ذلك اليوم معي...
ولدت في غياب والدي الذي ترك أمي بحملها وراح يغترب في فرنسا... ولذلك لم يستقبلني أحد بفرح أو إنتظار مشوق؛ وحتى أمي التي كانت في حال غضب والدي أو ساخطة على حظها العاثر في الحياة لم تكن ترغب في مجيئي؛ فتلقتني قابلة عجوز اسمها أم السعد؛ وبدل أن تسلمني لحضن أمي لإرضاعي، سلمتني لحضن زوجة جدي التي كانت أولى من أرضعتني مع صبيتها؛ عمتي عائشة التي فاتتني بنحو عام من العمر...
لقد اصطنعت أمي النفور مني وامتنعت وحرنت ونعرت عن إرضاعي لتضغط على أهل بيت زوجها حتى يوفروا لها مستلزمات الولادة والرعاية... وربما لأسباب أكثر خفاء، ولدت في غرفة... ولدت في غرفة تسمى الحانوت، وقد بنيت متخذة هيئة شبه المنحرف من سقفها المسطح المائل، وكان لها بابان! أحدهما يفضي إلى الحوش - الصحن - وثانيهما إلى الخارج...
وسمي الحانوت لأنه كان كذلك؛ وقد بناه عمي حمو في أعقاب إفلاس حانوته في نقاوس، وحين لم ينجح في هذا الريف القليل السكان في تجارته؛ غلقه وانصرف نازحاً إلى المهجر؛ فاتُّخذ أول الأمر مضيفاً عاماً، ثم اتخذه والداي مأوى لهما بعد إستقلالهما وانفصالهما عن البيت الكبير الذي هو بيت جدي... وهذا الحانوت سيتخذه كل المتزوجين لاحقاً ليكون معبراً بالتتابع بعد الإنفصال عن البيت الكبير...
إن الأحداث الأولى من حياتي لا أدركها طبعاً؛ وإنما رُوِيَت بعض شذراتها... كانت زوج عمي كثيراً ما تردد مثلاً أني كنت أقول لها حين أزورها؛ وأريد أن انصرف إلى بيتنا، أن تعالي وامسكي عليّ هبوب الرياح حتى انصرف لبيتنا... فكانت تقف بباب الحوش وتزعم أنها ممسكة بالرياح فأمضي في سلام!...
كما روت لي أمي أني ذات يوم خرجت على غفلة منها وضربت في الأرض البراح حتى بلغت شعفة السيف... وشعبة السيف ستكون مرتع طفولتي، ففيها العيون / الحواسي التي منها تستقي الماء ونروي البهائم؛ وعلى حاشية أحد حواسيها شق والدي أحواضاً صغيرة، وزرع فيها بعض الأنواع من الخضار كالقول شتاء والطماطم صيفاً...
كما أن من الشعبة تحتطب... وهي ملعبنا نحن الصبية ومرتعنا؛ وفي الثورة كانت ملاذنا كلما خرج العسكر في تمشيطه الذي لا يكاد ينتهي... قالت والدتي تحت عن بعض شقاواتي من طفولتي الأولى التي لا أذكرها؛ إني في خروجي من البيت وحدي تهت ووجدوني في هذه الشعبة المخيفة فيما تضج به من صوى وقفار؛ وما تحفل به من ذئاب وطيور جارحة وزواحف على بعد 500 متر من البيت...
صاحب هذه السيرة هو أديب، كتب الكثيرة من الأعمال الأدبية، وبدت تلك الاعمال كما لو كانت نغترف من حياته الشخصية، كما عبر عن ذلك بعض القراء، وكي يضع المهتمين من دارسي أدبه في السياق والصورة، وحتى يبين الحدود ما بين حياته الشخصية وبين كتاباته الإبداعية كان لا بد أن تولد هذه السيرة.
العديد من السير حفل بها الأدب العربي، وأكثرها شهرة "الأيام" لطه حسين التي لم تكن سوى حديث عن الكفاح ومواجهة العقبات في طلب العلم والرقي الإجتماعي لفتى مكفوف؛ وصاحب هذه السيرة يرى أنها لم تكن حياة في غناها وتلويناتها... أما هو فلن يتحدث عن الكفاح من أجل الوصول أو الرقيّ لذاته؛ بل حسبه، وكما يذكر، أن يضيء للقارئ أعماله الإبداعية... مضيفاً بأنه وإن أسهب في إضاءة بعض الجوانب فسيكون بفرض إضافي هو التأريخ المصغر، أي الحديث عن حياة الأفراد العاديين ضمن الأحداث الكبرى...
وهو ما يسمح للقارئ بتكوين صور عن الحياة في كل مجالاتها كما عايشها صاحب هذه السيرة، كفرد، وكما شاهدها أو قرأ عنها كأحد الأفراد العاديين منذ منتصف القرن العشرين، حتى الآن، وهو تاريخ محكوم بتفاعله كفرد سلباً أو إيجاباً مع تلك الأحداث... وهي صور لا يمكن أن يجدها القارئ في التاريخ العام الذي يكتب عن الأحداث والشخصيات العامة والذي يدوّن بتجريد كبير...
نبذة الناشر:…فلفقتُ حكاية خيالية ورويتها لبنات عمتي على أني زرت أختهن العروس واستقبلتني استقبالاً حافلاً وملأت يدي تمراً ورقاقاً!.. وفتحت لي صندوقها وأرتني اللطائف التي أهداها لها عريسها الذي عاد من المهجر توّاً.. ونقلن الحكاية لأمهن بعد أن استحلفنني فحلفت لهنّ بكل يمين غليظة؛ فاستدعتني عمتي لتسمع عني الرواية؛ ورددت على مسمعها في تلعثم بيّن ما كنت لفقته تلفيقاً وقصصته على بناتها، وسألتني بعض الأسئلة عن ملبسها وعن أشياء نسيتها؛ ولا شك أنها استنتجت تلفيقي وتهيؤاتي؛ ولكنها لحسن حظي تجاهلت تلفيقي وسايرتني في خيالي ولم تفضحني.. على أن الحكاية صارت من النوادر المتداولة بعد ذلك.. وفي هذه الأيام الأولى من التحاقي بالجامع زارنا أحد أهل الفتوّة الذي يعتبر نفسه الصنديد الذي لا يغلب في المصارعات التي تنشأ من حين لآخر في المشتى بين طالبي الفتوة.. وكان شديد الاعتداد بنفسه.. طلب مني أن أذهب إلى أقرب بيت من الجامع لآتيه بالماء كي يروي غليله؛ فرفضت مدعياً خوفي من الكلاب وأنا في الحقيقة لا أخاف من الكلاب قدر تهيبي وخجلي من العباد!.. وإذ تفاجأ برفضي وهو المستأسد الهائج هوى على خدي بصفعة مدوية وكان اعتداءً سافراً لا مبرر له؛ خصوصاً وقد كان في الجامع أطفال هم من سكان البيوت القريبة؛ وكان يمكن أن يكلفهم هم بتلبية مطلبه دون أن يعتدي عليّ في غطرسة.. وربما كان صفعه هذا عقاباً لي على جبني وخجلي وقلة إقدامي.. وربما قد رمى من وراء ذلك أن يعلمني الشجاعة والإقدام؛ لكني لم أدرك ذلك الغرض البعيد حينئذ وشعرت فقط بألم الصفعة وبالظلم غير المبرر..

إقرأ المزيد
وتلك الأيام
وتلك الأيام
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 102,550

تاريخ النشر: 01/07/2015
الناشر: دار الفارابي
النوع: كتاب إلكتروني/epub (جميع الأنواع)
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)
نبذة نيل وفرات:في حيّ الهنشير، من دوار القصبات الذي يقع على بعد عشرة كيلومترات من نقاوس غرباً ولدت ذات ضحى؛ وفق ما قالت لي زوجة عمي؛ وليس الحال كما هو مدّون في الحالة المدنية في العهد الإستعماري التي تجعل جلّ الأطفال الجزائريين يولدون ليلاً عند الساعة الثانية قبل الفجر...
ولدت يوم 13 ...تشرين الأول / اكتوبر 1947 وهو تاريخ بالتأكيد غير دقيق، ولا بد أن يكون تدوين ميلادي في الحالة المدينة قد تم بعد أيام أقلّه من مولدي؛ والدليل أن إحدى أترابي التي هي ابنة عمتي ولدت قبلي بأحد عشر يوماً ولكنها سجلت في ذلك اليوم معي...
ولدت في غياب والدي الذي ترك أمي بحملها وراح يغترب في فرنسا... ولذلك لم يستقبلني أحد بفرح أو إنتظار مشوق؛ وحتى أمي التي كانت في حال غضب والدي أو ساخطة على حظها العاثر في الحياة لم تكن ترغب في مجيئي؛ فتلقتني قابلة عجوز اسمها أم السعد؛ وبدل أن تسلمني لحضن أمي لإرضاعي، سلمتني لحضن زوجة جدي التي كانت أولى من أرضعتني مع صبيتها؛ عمتي عائشة التي فاتتني بنحو عام من العمر...
لقد اصطنعت أمي النفور مني وامتنعت وحرنت ونعرت عن إرضاعي لتضغط على أهل بيت زوجها حتى يوفروا لها مستلزمات الولادة والرعاية... وربما لأسباب أكثر خفاء، ولدت في غرفة... ولدت في غرفة تسمى الحانوت، وقد بنيت متخذة هيئة شبه المنحرف من سقفها المسطح المائل، وكان لها بابان! أحدهما يفضي إلى الحوش - الصحن - وثانيهما إلى الخارج...
وسمي الحانوت لأنه كان كذلك؛ وقد بناه عمي حمو في أعقاب إفلاس حانوته في نقاوس، وحين لم ينجح في هذا الريف القليل السكان في تجارته؛ غلقه وانصرف نازحاً إلى المهجر؛ فاتُّخذ أول الأمر مضيفاً عاماً، ثم اتخذه والداي مأوى لهما بعد إستقلالهما وانفصالهما عن البيت الكبير الذي هو بيت جدي... وهذا الحانوت سيتخذه كل المتزوجين لاحقاً ليكون معبراً بالتتابع بعد الإنفصال عن البيت الكبير...
إن الأحداث الأولى من حياتي لا أدركها طبعاً؛ وإنما رُوِيَت بعض شذراتها... كانت زوج عمي كثيراً ما تردد مثلاً أني كنت أقول لها حين أزورها؛ وأريد أن انصرف إلى بيتنا، أن تعالي وامسكي عليّ هبوب الرياح حتى انصرف لبيتنا... فكانت تقف بباب الحوش وتزعم أنها ممسكة بالرياح فأمضي في سلام!...
كما روت لي أمي أني ذات يوم خرجت على غفلة منها وضربت في الأرض البراح حتى بلغت شعفة السيف... وشعبة السيف ستكون مرتع طفولتي، ففيها العيون / الحواسي التي منها تستقي الماء ونروي البهائم؛ وعلى حاشية أحد حواسيها شق والدي أحواضاً صغيرة، وزرع فيها بعض الأنواع من الخضار كالقول شتاء والطماطم صيفاً...
كما أن من الشعبة تحتطب... وهي ملعبنا نحن الصبية ومرتعنا؛ وفي الثورة كانت ملاذنا كلما خرج العسكر في تمشيطه الذي لا يكاد ينتهي... قالت والدتي تحت عن بعض شقاواتي من طفولتي الأولى التي لا أذكرها؛ إني في خروجي من البيت وحدي تهت ووجدوني في هذه الشعبة المخيفة فيما تضج به من صوى وقفار؛ وما تحفل به من ذئاب وطيور جارحة وزواحف على بعد 500 متر من البيت...
صاحب هذه السيرة هو أديب، كتب الكثيرة من الأعمال الأدبية، وبدت تلك الاعمال كما لو كانت نغترف من حياته الشخصية، كما عبر عن ذلك بعض القراء، وكي يضع المهتمين من دارسي أدبه في السياق والصورة، وحتى يبين الحدود ما بين حياته الشخصية وبين كتاباته الإبداعية كان لا بد أن تولد هذه السيرة.
العديد من السير حفل بها الأدب العربي، وأكثرها شهرة "الأيام" لطه حسين التي لم تكن سوى حديث عن الكفاح ومواجهة العقبات في طلب العلم والرقي الإجتماعي لفتى مكفوف؛ وصاحب هذه السيرة يرى أنها لم تكن حياة في غناها وتلويناتها... أما هو فلن يتحدث عن الكفاح من أجل الوصول أو الرقيّ لذاته؛ بل حسبه، وكما يذكر، أن يضيء للقارئ أعماله الإبداعية... مضيفاً بأنه وإن أسهب في إضاءة بعض الجوانب فسيكون بفرض إضافي هو التأريخ المصغر، أي الحديث عن حياة الأفراد العاديين ضمن الأحداث الكبرى...
وهو ما يسمح للقارئ بتكوين صور عن الحياة في كل مجالاتها كما عايشها صاحب هذه السيرة، كفرد، وكما شاهدها أو قرأ عنها كأحد الأفراد العاديين منذ منتصف القرن العشرين، حتى الآن، وهو تاريخ محكوم بتفاعله كفرد سلباً أو إيجاباً مع تلك الأحداث... وهي صور لا يمكن أن يجدها القارئ في التاريخ العام الذي يكتب عن الأحداث والشخصيات العامة والذي يدوّن بتجريد كبير...
نبذة الناشر:…فلفقتُ حكاية خيالية ورويتها لبنات عمتي على أني زرت أختهن العروس واستقبلتني استقبالاً حافلاً وملأت يدي تمراً ورقاقاً!.. وفتحت لي صندوقها وأرتني اللطائف التي أهداها لها عريسها الذي عاد من المهجر توّاً.. ونقلن الحكاية لأمهن بعد أن استحلفنني فحلفت لهنّ بكل يمين غليظة؛ فاستدعتني عمتي لتسمع عني الرواية؛ ورددت على مسمعها في تلعثم بيّن ما كنت لفقته تلفيقاً وقصصته على بناتها، وسألتني بعض الأسئلة عن ملبسها وعن أشياء نسيتها؛ ولا شك أنها استنتجت تلفيقي وتهيؤاتي؛ ولكنها لحسن حظي تجاهلت تلفيقي وسايرتني في خيالي ولم تفضحني.. على أن الحكاية صارت من النوادر المتداولة بعد ذلك.. وفي هذه الأيام الأولى من التحاقي بالجامع زارنا أحد أهل الفتوّة الذي يعتبر نفسه الصنديد الذي لا يغلب في المصارعات التي تنشأ من حين لآخر في المشتى بين طالبي الفتوة.. وكان شديد الاعتداد بنفسه.. طلب مني أن أذهب إلى أقرب بيت من الجامع لآتيه بالماء كي يروي غليله؛ فرفضت مدعياً خوفي من الكلاب وأنا في الحقيقة لا أخاف من الكلاب قدر تهيبي وخجلي من العباد!.. وإذ تفاجأ برفضي وهو المستأسد الهائج هوى على خدي بصفعة مدوية وكان اعتداءً سافراً لا مبرر له؛ خصوصاً وقد كان في الجامع أطفال هم من سكان البيوت القريبة؛ وكان يمكن أن يكلفهم هم بتلبية مطلبه دون أن يعتدي عليّ في غطرسة.. وربما كان صفعه هذا عقاباً لي على جبني وخجلي وقلة إقدامي.. وربما قد رمى من وراء ذلك أن يعلمني الشجاعة والإقدام؛ لكني لم أدرك ذلك الغرض البعيد حينئذ وشعرت فقط بألم الصفعة وبالظلم غير المبرر..

إقرأ المزيد
5.60$
8.00$
%30
وتلك الأيام

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
مجلدات: 1

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين