في رحاب الفكر مع الشيخ محمد علي نعمة وبنيه
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: رشاد برس
نبذة الناشر:أدبُ السيرة فنٌّ أدبيٌّ مُمتعٌ يتناول الكلامَ حول شخصية بارزة جذبت إهتمام الكاتب، وربما تأثر بها وأحبها فأراد وضع تجربتها المثالية تحت الضوء ليعرّف القرّاء وعموم أبناء مجتمعه عليها ويدعوهم للإفادة منها والإقتداء بها...
كشخصيات هذا الكتاب النافع الذي بين أيدينا، فهو يعرض لأربعة أعلام من جبل عامل، جبلِ العلم والقيم ...والمواهب، ينتمون إلى أسرةٍ علمية وإجتماعية عريقة هي أسرة آل نعمة الكريمة؛ أنجبت على إمتداد قرنٍ ونصف قرن من الزمن أو يزيد كوكبةً واسعة من الفضلاء والعلماء والمجتهدين، قطبُهم وأكثرهم شهرة الشيخ عبد الله نعمة الكبير (ت: 1303هـ) مؤسّسُ مدرسة جباع الدينية موطن الشهيد الثاني، أحيا فيها ذكراه ومسيرته العلمية وذلك إثر عودته من النجف الأشرف، مزوّداً بإجازات الإجتهاد العالية، وصاحبُ مهابة دينية وإجتماعية فرضت نفسها ووقارها على الزعماء في عصره وعموم المجتمع العاملي وانتشرت له في بلدات وقرى جبل عامل مرجعيةٍ دينية واسعة.
من صلب هذه الشخصية الدينية والإجتماعية عالية القدر تحدَّرَ أعلامُ هذا الكتاب وهم: المقدّسُ المجتهد الشيخ محمد علي نعمة الذي آثر لزهده وروعه حياة الفقر طالباً مجدّاً في النجف وعالماً هادياً بعد عودته منها إلى بلدته حبوش، على حياة الرفاه والتوسّع ليكون قدوةً وأسوة للفقراء والناس الذين جاء لهدايتهم وإرشادهم، ولتُصدّقَ حياتُه العملية أقوالَه ومواعظَه التي يقدّمها لهم فقد عُرض عليه القضاء، والقضاءُ يوفّر له سعة العيش فرفضه إنسجاماً مع نظرته السامية هذه إلى الحياة.
وأولاده الثلاثة: الشيخ عبد الله نعمة، أحدُ أبرزِ علماء الدين في القرن الماضي، والشيخ عبد الحسين العلامة التقي العلم والمحدّث البارع الودود المتبحّر في التاريخ ذو الذاكرة المتوقّدة والأريحيّ المتواضع المخلص لأصدقائه ورفاق دربه؛ آخرُ العنقود الدكتور عدنان نعمة، النجلُ الأصغر للمقدّس الشيخ محمد علي نعمة، فرعٌ نضرٌ من دوحة هذه الأسرة الكريمة تحلّى بخلقها الموروث وقدراتها العلمية والأدبية...
لقد ترك هؤلاء الأعلام سِيَراً ناصعةً في المنهج الأخلاقي والمثالي للحياة، من المفيد والراجح جداً تعريف أجيالنا وناشئتنا عليها وعلى نظائرها من سير الماضين وتحبيبهم بها ليبقوا، وهم يعيشون وسط ثقافة عصرنا المادية التي خَفَتَ فيها ضوءُ القيم والمثل والإستقامة، على تواصلٍ مع تراثهم الأخلاقي الفخور وتبقى مسيرةُ أجيالنا على الدوام، متناغمةً ومنشدّة إلى أصالتها وتاريخها المضيء ما يجعلها حريصةً، مهما عصفت الرياح، على حفظ هويتها، وأكثرَ قدرةً على مواجهة الصعاب والتحديات التي تعترضُ طريقَها. إقرأ المزيد