تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: رشاد برس
نبذة نيل وفرات:يتصدى المؤلف في هذا الكتاب لموضوع الصعاليك، ويقدم له دراسة وافية، بغية تسليط الضوء على هذه المجموعات التي أثارت حولها مواقف متناقضة، وآراء متنوعة، فكان لهم عبر العصور معارضون ومنتقدون، ومؤيدون مكبرون في الوقت نفسه، كما أنهم تركوا بصماتهم العريضة على أكثر من عصر، وخلفوا نتاجاً شعرياً عظيماً، ورغم ...ضياع أكثره، إلا أن ما تبقى منه مثير ورائع، أرَّخ لمجموعات أقلقت القبائل والدول والعروش، وأرعبت المثرين والتجار الكبار.
وكان لهم دستورهم ونظامهم وعلاقاتهم العملية فيما بينهم، وخبرتهم التي اكتسبوها من الصحراء والفيافي الحارقة، فعرفوا أنواع الحيوانات وأحوال الطبيعة والمناطق النائية في أرجاء الجزيرة العربية، والطرق الملتوية والمخاطئ والمراقي والمغاور، حيث كمنوا وأغاروا، وراقبوا كل مارٍ، حتى وكأنهم امتلكوا الصحراء التي أضحت مسكنهم ومبيتهم، يصادقون الوحوش ويرافقون الحيوانات الضارية، ويقتاتون بأيسر طعام، ويعتاشون مما ينهبونه من أموال السلاطين والأغنياء المترفين الذين حجبوا كل صدقة عن مستحقيها، وكانت لهم أخلافهم وقيمهم الخلاقة التي أكبرها كل من تعمق بدراستهم وأطلع على تفاصيل حياتهم المختلفة والشاقة، وكانوا عصبة واحدة أو مجموعات على رأس كل منها زعيم يدير أمورها، ويأتمرون به، مما قوى نفوذهم، وأصبحوا على كل شفة ولسان في طول الجزيرة العربية وعرضها.
ولا تحجب المواقف السلبية لبعض المؤرخين والمسؤولين وذوي الشأن، ما لهؤلاء من دوافع مشروعة وصفات خلاقة وسلوك مبرر، وأعمال إنسانية وإجتماعية، تؤكدها أشعارهم وعلاقاتهم مع بعضهم البعض الآخر، وتبنيهم لقيم الشجاعة والتعاون والوفاء والسخاء والعدالة، وهي قيم كان يفتقر إليها كثير من الذين هاجموا الصعاليك بعنف، وكالوا لهم شتى أنواع عبارات الشتيمة والإتهام، بحيث أنهم لم يروا فيها إلا لصوصاً وسراقين، وقطاع طرق، وقد حجب التعصب والبغض عن أعينهم حسناتهم، ونسوا ما اقترفته بحقهم قبائلهم وحكامهم، وما عانوه من ضيق وعسر وفاقة، دفعتهم إلى التماس الرزق بالوسائل المتنوعة التي أرسوا عليها منهجهم في الصعلكة.
وقد سعت هذه الدراسة بأن تكون شاملة عامة، تستوعب العصور كلها، وقد قسم المؤلف هذا البحث إلى كتابين أو جزئين، أولهما الصعلكة والشعراء الصعاليك في الميزان، وقد تحدث فيه عن معنى الصعلكة في اللغة والعرف، ثم أشار إلى قاموس الألفاظ الصعلوكية ومعانيها المتداولة واللغوية، وإلى طبيعة الصعلكة كمفهوم إجتماعي عملي.
ثم أشار إلى جملة موضوعات منها، أسباب نشوء الصعلكة، ومصادرها اللغوية والأدبية والشعبية، والدوافع التي أملت على الصعاليك تصرفاتهم وسلوكهم، أما الجزء الثاني فهو موسوعة شعراء الصعاليك، أو ديوان الشعر الصعلوكي، وقد اشتمل على الشعراء الصعاليك في المرحلة الجاهلية، ثم في مرحلة صدر الإسلام، ومرحلة العصر الأموي، والمرحلة المخضرمة بين الأموية والعباسية، علاوة على شعراء المرحلة العباسية، وشعراء عتبة عصر الإنحطاط، وأخيراً شعراء الزمن المعاصر أو العصر الحديث. إقرأ المزيد