تاريخ النشر: 18/09/1996
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لقد خاضت الولايات المتحدة الحرب حماية لاستقلال الكويت الذي تعرض للاعتداء من جاره العراقي. وفي كتابه المثير، عرض الدكتور عصام الطاهر خلفيات هذه العلاقة بين البلدين والحجج التي استند إليها العراق والتي تعود إلى العهد العثماني.
فتحدث عن خلفية نشأة الكويت، وهذا ما جعله يعود بنا قرنين من الزمن. فقد ...أوضح أن للكويت تاريخاً (رسمياً) تمت كتابته مؤخراً، وأنه جاء ليحثث رغبات أهل الكويت في أن يكون لهم تاريخ حتى ولو كان مخالفاً للوقائع التاريخية المحققة والموثقة، وهذا ما حرص المؤلف على توضيحه.
فبالرجوع إلى بدايات القرن السابع عشر، يبين لنا المؤلف كيف أن التنافس الاستعماري بين الأوروبيين والعثمانيين في الخليج، اقتضى استغلال التنازع القبلي الحاد بين القوى المحلية، كوسيلة لبسط النفوذ عليها وإخضاعها، وذلك ما حدث بالنسبة (قرية ) "القرين" أو ما أصبح يسمى مؤخراً بالكويت. لقد أثرى الدكتور الطاهر المصادر المطبوعة عن هذه الحقبة التي امتدت 250 عاماً بإدخاله معرفته ومعلوماته الشخصية التي استقاها من خلال مناقشاته وإطلاعاته.
لقد أبرز المؤلف السمات الغالبة على تلك الفترة التي سبقت ظهور ما يعرف اليوم بالكويت، في أنها كانت تتسم باميكافيلية التي مارسها جميع الفرقاء، غرباء ومحليين.. ففي عام 1899 قام الشيخ مبارك الصباح الذي كان يمثل السلطة المحلية المعترف بها ن قبل الحكومة العثمانية، بعقد معاهدة سرية مع بريطانيا وذلك سعياً وراء قوة تؤيده إزاء منافسته المحليين في داخل الكويت ذاتها، ومن منافسيه القبليين من خارجها. وقد وجدنا كيف أنه بعد هزيمته في معركة "الصريف" سنة 1901 أمام جيش عبد العزيز الرشيد المدعوم من العثمانيين، يستعين بالقوات البريطانية للدفاع عنه.. وقد كان لهذه الهزيمة وتلك الدعوة من الشيخ موضع الترحيب من البريطانيين لأنها عززت مواقعهم في المنطقة بوجه عام، كما منحتهم الفرصة لقضم أجزاء من الإمبراطورية العثمانية وهذا ما أتاح لهم العمل على الحيلولة دون تمدد النفوذ الروسي الساعي إلى إقامة ميناء على الخليج مما يشكل له منفذاً على المياه الدافئة. وعلى هذا فإن أهمية الكويت بالنسبة لبريطانيا في عصر ما قبل النفط، وما حظيت به من وجود معتمد سياسي وبزيارات دورية للسفن الحربية البريطانية، لم يكن بالتأكيد بسبب وجود (لؤلؤها وسمكها)، ولكن الاهتمام جاء بسبب كون الخليج الطريق الذي يربط بينها وبين مستعمراتها في شبه القارة الهندية.
وبعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية وانهيارها إثر الحرب العالمية الأولى، أصبح الخيار بالنسبة لوضع الكويت واحداً من ثلاث خيارات، إما أن تكون جزءاً من الإمبراطورية البريطانية 0تتبع الهند إدارياً)، وإما أن توضع تحت الانتداب (تتبع العراق إدارياً) أو أن تستمر محمية تمكن بريطانيا من حماية مصالحها الاستعمارية في الخليج. وكان الخيار الأخير هو ما جرى الأخذ به، وهو ما اتفق مع رغبات شيوخ الكويت الذين كانوا يعملون بإشراف المقيمين السياسيين البريطانيين.
لقد عرض المؤلف صورة مشوقة وجذابة لما أسماه "بالمفاوضات البريطانية الإنكليزية" حين قام المندوب السامي البريطاني في العراق، والمعتمد الإنكليزي في الكويت وبحضور ممثل عن السعودية، برسم حدود الكويت من خلال قلم أحمر أخرجه المندوب السامي من جيبه وجرى به على خريطة المنطقة.
لقد سجل الدكتور الطاهر بكل دقة انطباعاته عن الأيام الأولى لاستقلال الكويت والذي جاء كما ذكرنا بناء على مصالح القوى الأجنبية وليس لاعتبارات كويتية محلية، مما يفترض معه أن يكون حافزاً لمضاعفة الجهد لخلق إدارة أكثر تنظيماً.نبذة الناشر:هذه المذكرات التي تمزج التاريخ بالسياسة بالنقد الاجتماعي ف يوصفها الحي لبعض جوانب الحياة في الكويت، لتؤكد التزامها بالموضوعية والتجريد.
لقد كان هذا البلد مصدراً للعيش للغالبية الساحقة من الوافدين إليه موظفين وعمالاً، مهنيين وحرفيين وتجاراً. وقد حالف الحظ بضع عشرات منهم فباتوا من أصحاب الملايين وبين هؤلاء جميعاً طفت فئة من المنافقين والمتسلقين والمداحين.
لقد أولى الكتاب تاريخ الكويت حيزاً واسعاً، وهدف من ورائه إلى كسر حلقة (الاختراع) والتزييف التي استقرت في عشرات الكتب والنشرات والمقالات التي أراد مخترعوها خلق أوهام عششن في الأذهان، وباتت من كثرة الترداد وكأنها حقائق ومعارف تجري على كل لسان وتتناقلها المعاهد والمدارس والجامعات ووسائل الإعلام داخل الكويت وخارجها دون تدقيق ا, تمحيص.
إن المعلومات والأحداث والتجارب التي مر بها المؤلف، والتي حرص على تسجيلها بالأسماء والتواريخ والأماكن والملابسات، لا تدع مجالاً للشك في أن القصد كان، وكما جاء في عنوان الكتاب، أن تكون الكويت بحقيقتها أمام القارئ، مجتمعاً كونته الصدفة وحافظ على استمراره وجود الثروة النفطية التي لعبت لعبتها الخطرة والمدمرة في تقسيم العالم العربي إلى مجتمعين متباعدين أو بالأحرى متناقضين: مجتمع القلة ذات الثراء الفاحش الذي يعيش عيشة الكسل والرخاء ضمن دويلات ومشيخات النفط، ومجتمع الكثرة الساحقة من الفقراء التي تعيش في الدول العربي الأخرى، حيث تتحكم في معظمها فئات طفيلية (انفتاحية) تهدد بخلل اجتماعي قد يؤدي إلى كارثة حقيقية.
إن الكتاب هو يسرد هذه الحقائق، يفعل ذلك بعين الناقد الذي لا يحابي جهة على حساب جهة أخرى، وهو بذلك يعبر عن الشجاعة في قول الحقيقة وليس الاكتفاء بمعرفتها. إقرأ المزيد