حزب التحرير الإسلامي في فلسطين ؛ الفكر والسياسة بين النظرية والتطبيق
(0)    
المرتبة: 80,240
تاريخ النشر: 09/06/2015
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة الناشر:تأسس حزب التحرير الإسلامي في مدينة القدس في أوائل الخمسينات من القرن الماضي، والتي شهدت علاقة مد وجزر بين الحزب والحكومة الأردنية، وتشير دراسة البروفيسون أمنون كوهين (1988)، التي يجد القارئ اقتباسات منها في هذه الدراسة، إلى أنه كان أكبر الأحزاب في ذلك الوقت من جهة، ومن جهة أخرى فقد ...شكل تهديداً للنظام الأردني، من خلال سعيه الدؤوب لتجنيد عناصر من الجيش الأردني في صفوفه، فضلاً عن محاولاته لقلب نظام الحكم الأردني.
منذ أواخر الستينيات شهد نشاط الحزب في الأراضي الفلسطينية إنكماشاً ملحوظاً، وذلك نظراً لاحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية من قبل إسرائيل، وكذلك نظراً لنشوء الثورة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، وما نجم عند نشوئها من مدّ شعبي واسع لصالح الخط الوطني المقاوم، على حساب الخط الإسلامي، سيما خط حزب التحرير الذي اعتبر أن الجهاد من أجل تحرير فلسطين هو مهمة المسلمين من خارجها، فيما أعفى الفلسطنينيين من هذه المسؤولية.
لم يسجّل للحزب أي نشاط ميداني ذي طابع سياسي أو وطني، مظاهرة أو مسيرة أو احتجاج على ممارسات الاحتلال، من مظاهرات ضد الاستيطان، ومصادرة الأراضي، والاعتقالات، أو أية اعتصامات على الإطلاق. بل كان جلّ تركيز نشاطات الحزب على أمور ذات طابع اجتماعي وديني بحت.
ولكن نشاطات الحزب في فلسطين قد شهدت انبعاثاً واضحاً منذ عام (2006)، لا سيما بعد انخراط حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في ذلك العام، مما اعتبر حزب التحرير انحرافاً عن خط الإسلام، وعبّرت نشاطات الحزب ضمن فترة الانبعاث الجديدة عن نفسها من خلال المهرجانات الشعبية الحاشدة في عدّة مدن في ذكرى انهيار ما يسمّى بالخلافة، وكذلك ضدّ مؤتمر أنابوليس عام (2007)، وفي الدفاع عن الأقصى ضد الاعتداءات عليه. كذلك تصاعد دوره في معاداة ومقارعة المؤسسات الأهلية والمجتمع المدني ومجاهرته في معارضته العلنية الشرسة لأنشطتها المختلفة، سواء عبر ما كينته الإعلامية أو عبر المساجد، أو بالاقتحام والتهديد، بتخريب بعض المراكز والمؤسسات التي تقوم بأنشطة ذات صبغة مدنية.
إضافة إلى حرصهم على الوجود المستمر في معظم المناسبات الاجتماعية (بيوت العزاء والأفراح) وإلقائهم خطباً في الدواوين العائلية، التي يحضرونها بمجموعات كبيرة من الأعضاء والمؤازرين، ويفرضون حضورهم كمجموعة متماسكة ومدافعة عن هموم الناس ومشاكلهم، متمنطقين بحرصهم الديني على تماسك المجتمع، وحمايته من التدنيس الفكري والثقافي.
وإذا نظر المرء إلى القاعدة الاجتماعية لحزب التحرير فإنه يجد أنه ينمو ويتكاثر في أوساط التجار (المتوسطين والصغار)، الفقراء، والشباب غير المتعلم، وقيادات الحل العشائري المجتمعية. ويقوده مجموعة من الكوادر اللبقة الحديث (المتمكنة من الحل العشائري والشرعي/ خارج إطار المحاكم المدنية والشرعية) والقادرة على مخاطبة المشاعر الدينية لدى الإنسان العادي، والإسهام في حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية العصية على المحاكم والحل القانوني.
وعلى الرغم من توزيعة لدورية الحزب "الوعي" على معظم غرف الانتظار في المكاتب والعيادات والمحلات التي يكثر فيها وجود الناس العاديين، واستخدامه لوسائل الإعلام الرقمية المختلفة، إلا أن الحزب يرفض الحديث والنقاش مع أي شخص ذي توجهات علمانية، أو أجنبي يرغب بمعرفة مواقف الحزب تجاه قضايا اجتماعية، أو سياسية مختلفة. كما واجه مؤلفو هذا الكتاب مشكلات لدى محاولتهم اللقاء مع قيادات وأعضاء من الحزب لحاجات هذا البحث، وإن تمّ النجاح في عقد بعض اللقاءات في نهاية المطاف كما يتضح في صفحات هذا الكتاب.
لدراسة الانبعاث الجديد للحزب عام (2006) ولفهم أهدافه، وما يطرحه من حلول لقضايا الأمّة، وخلفيته الأيديولوجية، ودروه السياسي والاجتماعي في فلسطين، ولماذا لم يكن فاعلاً خلال فترة النضال الوطني الفلسطيني؟، ارتأينا تقديم هذا البحث المعمّق كمبادرة متواضعة لكل من يبحث عن إجابات حول واقع هذا الحزب، وتجربته الفريدة والمثيرة والمفارقة بالوقت نفسه.
قام على البحث أربعة باحثين أكاديميين مخضرمين وهم: جاكوب هويجلت، وليد سالم، بلال سلامة، كرم دعنا، وعلى مدار سنيتن (في الفترة ما بين نيسان 2012 حتى كانون الأول 2013)، قاموا بمراجعة جزء كبير من أدبيات منشورات، وتعميمات، وأنظمة الحزب الداخلية (بقدر ما توفر)، بالإضافة إلى المقابلات (بقدر ما توفر) وبالبحث والتحليل، ومراجعة محتويات الصفحة الالكترونية للحزب عامة وفرعه في فلسطين خاصة، وكذلك مراجعة المدونات الإلكترونية لقادته في فلسطين. وتتوج البحث بلقاء دائرة مستديرة استضافة خبراء في الحركات الإسلامية وأكاديميين وممثلين عن الفصائل الوطنية، ومتابعين لتنامي ظاهرة حزب التحرير. إقرأ المزيد