الأمن العربي : التحديات الراهنة والتطلعات المستقبلية
(0)    
المرتبة: 407,650
تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: مركز الدراسات العربي-الأوروبي
نبذة نيل وفرات:مع التحولات الأيديولوجية والجيو-استراتيجية التي شهدها العالم خلال العقد الأخير من القرن العشرين تغيرت أشكال وأنماط التحديات التي يتعرض لها العالم العربي المتميز بموقفه الجغرافي وبطاقاته وإمكاناته المادية والبشرية واتخذت أبعاداً جديدة مختلفة عن تلك التي سادت طيلة عقود من الزمن. وإذا كانت المرحلة السابقة قد فرضت على أصحاب ...القرار المفكرين والاستراتيجيين ومراكز الأبحاث، الاهتمام بمسألة الأمن من زاويتيه السياسية والعسكرية، فإن المرحلة الجديدة استدعت إعادة النظر بالمرتكزات الفكرية التي تكرست طيلة عقود من الزمن والعمل على صياغة مفهوم جديد للأمن العربي يأخذ بعين الاعتبار ما ستقرضه المتغيرات الإقليمية والدولية الجديدة من معطيات على مستويات أوسع إطاراً من القضايا العسكرية والسياسية خاصة وأن طبيعة الصراعات التي خيمت على المنطقة بفعل النزاع العربي الإسرائيلي والتجاذب الدولي الذي خضعت له والذي كان له وجه سياسي، والانتماء الأيديولوجى الذي كان يتقاسمها قد تغيرت لمصلحة صراعات من طبيعة أخرى، وتتطلب وسائل مواجهة غير تلك التي اعتادت قوى المنطقة على استخدامها. من هذا المنطلق واستشراقاً لطبيعة التحديات المستقبلية التي ستهدد العالم العربي، ورغبة في إيجاد مقترحات حلول كفيلة بأحداث القدرة على المواجهة، نظم مركز الدراسات العربي-الأوروبي مؤتمره الدولي الرابع من 9 إلى 11/1/1996 في الدار البيضاء حول "الأمن العربي التحديات الراهنة والتطلعات المستقبلية".
وقد حاول برنامج عمل المؤتمر أن يكون جذرياً، وأن يكون شاملاً. فهو يبدأ من محاولة إعادة تعريف مفاهيم الأمن العربي، على النحو الذي تتناوله الجلسة الأولى، فيما يتصل بالمفهوم السياسي والعسكري، والمفهوم الاقتصادي، والمفهوم الاجتماعي والثقافي للأمن العربي، ثم محاولة طرح كافة القضايا المتصلة بمستويات الأمن العربي المختلفة، كما هو واضح في الجلسة الثانية التي تركز على الجوانب الدفاعية المتصلة بالأمن العربي، والجلسة الثالثة التي ترتكز على الأمن السياسي العربي، والجلسة الرابعة التي تتناول الأمن الاقتصادي العربي، والجلسة السادسة التي ترتكز على القضايا الاجتماعية والثقافية المتصلة بالأمن العربي، وهكذا يكون المؤتمر قد حاول أن يغطي قضايا الأمن العربي كافة، سعياً وراء تحديد أكثر دقة لواقع تلك القضايا، ومستقبل الأمن العربي في إطارها تلك بالإضافة إلى ذلك، أفردت خطة عمل المؤتمر جلستين كاملتين للقضايا التي يعتقد أنها ذات أهمية خاصة خلال المرحلة الحالية.
فقد تصاعدت أهمية العامل الاقتصادي بمضامينه المختلفة (المالية والتجارية والاستثمارية) خلال مرحلة ما بعد نهاية الحرب الباردة، وأصبح من المعتاد أن نسمع بأن الاقتصاد هو الذي يحرك سياسات الدول، لذا تم تخصيص جلسة كاملة (وهي الجلسة الخامسة) لبحث قضايا الأمن التجاري والاستثماري والمالي العربي في الفترة الحالية والقادمة. وفي نهاية المؤتمر وفي جلسته السابقة والأخيرة إلقاء نظرة على التحديات كافة التي تفرض نفسها على الأمن العربي، والتي تمثل البيئة الاستراتيجية المحيطة به والمؤثرة على قضاياه السابق الإشارة إليها كافة وجاءت هذه الجلسة تحت عنوان "الأمن العربي والتحديات الإقليمية والدولية". ولتعميم فائدة هذا المؤتمر جمع أوراق عمله في هذا الكتاب ليكون مرجعاً لمن أراد الاطلاع على مضمونه وعلى الدراسات والمقترحات المطروحة فيه. إقرأ المزيد