تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار الزهراء للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن من أبسط تعريفات المعرفة إنها عبارة عن مجموعة المعاني والمعتقدات والمفاهيم والتصورات الفكرية التي تتكون لدى الإنسان نتيجة لمحاولاته المستمرة لفهم الظواهر والأشياء المحيطة به.
إنها بإختصار إجابة عن السؤال: كيف نعرف ما نعرفه؟ أو بعبارة أخرى إنها تمتد لتشمل كل ما يحيط بالإنسان من ظواهر مختلفة؛ طبيعية وبيولوجية، ...وإجتماعية، وثقافية، ونفسية.
وإذا ما تبين أن المعرفة العلمية لا تشتمل على كل أنواع المعرفة الإنسانية؛ فإن ذلك يعني أن المعرفة ليست هي العلم؛ بل هي أوسع مدلولاً وأكثر شمولاً وأبعد نطاقاً؛ لأنها، أي المعرفة، تتضمن معارفاً علمية وأخرى غير علمية، أو لا تمت للعلم بصلة.
ولعل ما يميز المعرفة العلمية هي المعرفة التي اتبع الباحث لتحصيلها قواعد المنهج العلمي في التعرف على الأشياء، والكشف عن الظواهر لتفسيرها والتنبؤ بها والسيطرة عليها، وفقاً لقوانين محددة، وبحيث يصبح العلم في النهاية منهجاً أو أسلوباً للتفكير يستخدم قواعد المنهج الصحيح للكشف عن القوانين العامة التي تسيطر على مجموعة من الظواهر.
هنا يمكن القول بأن العالم قد أصبح وبالفعل يتعامل مع صناعات معرفية تكون الأفكار منتجاتها والبيانات موادها الأولية، والعقل البشري أداتها، على حدٍّ باتت المعرفة وبحق والمكوّن الرئيسي للنظام الاقتصادي والإجتماعي المعاصر.
وعليه، فإننا نجد أن المعرفة أصبحت مصدراً مهمّاً من مصادر الإنتاج، ولقد اعتبرها الغرب من نقاط قوة الاقتصاد مثلها مثل عناصر الإنتاج الأخرى.
وبسبب هذه الأهمية كان من الطبيعي الاهتمام بالمعرفة بشكل عام، وعلم اجتماع المعرفة بشكل خاص انطلاقاً من أن هذا العلم يبحث الإنسان الإجتماعي، وليس المجرد، الإنسان الذي يختلف من عصر إلى عصر، ومن مجتمع إلى مجتمع؛ فمن خلال روح العصر وبنية المجتمع يصبح بالإمكان معرفة كيف يفكر هذا الإنسان وفيما يفكر.
وحقيقة الأمر، أن علم اجتماع المعرفة ليس تقييماً لصدق أو كذب دعاوى المعرفة، ولكنه تحليل لعمليات انتاجها وبلورتها ونقلها وتغييرها، ومن ثم كان علم اجتماع المعرفة فرعاً متخصصاً من علم الاجتماع يُعنى بدراسة وتحليل العلاقة بين المعرفة - بأنواعها المختلفة - وبين السياق الاجتماعي والثقافي الذي تمخضّت فيه.
من هنا، تأتي هذه الدراسة التي يستهدف الباحث من خلالها القاء الضوء على هذا التخصص الثاني في علم الإجتماع، وقد شغلت هذه الدراسة فصول الكتاب السبعة، جاء رؤوس موضوعاتها على النحو التالي: وعلى التوالي: ١- التركيز على المعرفة الإنسانية من المنظومين الفلسفي والإجتماعي، ٢- تم في هذا الفصل تناول لتعريف علم اجتماع المعرفة وتطوره التاريخي، ٣- ليتم من ثم التركيز على ستة من رواد علم الاجتماع والمعرفة ونظرية كل منهم في محاولة للتأصيل والتنظير لهذا العلم، ٤- وتمحور هذا الفصل (الرابع) على موضوع الوعي الإجتماعي حيث تم التركيز على مفهومه وعلى أبرز قضاياه.
٥- ليتم الإنتقال البحث في موضوع الوعي في نظرية علم اجتماع المعرفة والتركيز على ذلك، ٦- وتمحور هذا الفصل حول الوعي بالعلم وأزمته، على اعتبار أن علم الإجتماع يعيش على أرض الواقع في أزمته التي تتمثل في فقدان النظرية الاجتماعية مصداقيتها كنظرية علمية.
٧- وأخيراً تم في الفصل السابع والأخير تناول مفهوم الأيديولوجية في النظرية المادية التاريخية والإتجاه النقدي، وكذلك تم إلقاء الضوء على العلاقة بين الأيديولوجية والوعي، وكيف يكون الوعي زائفاً؟ وأنماط هذا الوعي الزائف.نبذة الناشر:لقد أصبح العالم وبالفعل يتعامل مع صناعات معرفية تكون الأفكار منتجاتها والبيانات موادها الأولية، والعقل البشري أداتها، على حد باتت المعرفة وبحق المكون الرئيسي للنظام الإقتصادي والإجتماعي المعاصر.
من هنا نجد أن المعرفة أصبحت مصدراً مهماً من مصادر الإنتاج، ولقد اعتبرها الغرب من نقاط قوة الإقتصاد مثلها مثل عناصر الإنتاج الأخرى.
وبسبب هذه الأهمية كان من الطبيعي الإهتمام بالمعرفة بشكل عام، وعلم اجتماع المعرفة بشكل خاص إنطلاقاً من أن هذا العلم يبحث الإنسان الإجتماعي، وليس المجرد، الإنسان الذي يختلف من عصر إلى عصر، ومن مجتمع إلى مجتمع، فمن خلال روح العصر وبنية المجتمع نستطيع أن نعرف كيف يفكر هذا الإنسان وفيما يفكر.
وحقيقة الأمر أن علم اجتماع المعرفة ليس تقييماً لصدق أو كذب دعاوى المعرفة، ولكنه تحليل لعمليات إنتاجها وبلورتها ونقلها وتغييرها، ومن ثم كان علم اجتماع المعرفة فرعاً متخصصاً من علم الاجتماع يُعنى بدراسة وتحليل العلاقة بين المعرفة - بأنواعها المختلفة - وبين السياق الإجتماعي والثقافي الذي تمخضت عنه.
والكتاب الحالي هو ثمرة جهد متواضع، يستهدف في المقام الأول إلى إلقاء الضوء على هذا التخصص النامي في علم الاجتماع. إقرأ المزيد