التاريخ الإسلامي ؛ دروس وعبر - قراءة في تاريخ الحركة الإسلامية للفترة ما بين عامي (61 - 250) من الهجرة النبوية
(0)    
المرتبة: 71,342
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:هنالك حيثيات كثيرة تقف خلف دراسة التاريخ، لوجود رابط حيوي بين التجربة على مستوى الواقع والتجربة التي مضت، بحيث يكون الواقع الحاضر هو رهينة الرؤية التاريخية، فتكامل المسيرة وإستمراريتها على المستوى الراهن، وليد علاقة جذرية بين الحاضر ونظرته إلى الماضي، وضمن هذا التصور بالإمكان رصد مجموعة من الحيثيات لها ...علاقة مباشرة بحياتنا نحن المسلمين على مستوى التفكير والفهم، وعلى مستوى إنضاج التجربة بخلق مسيرة تكاملية يكتسب التاريخ فيها حيوية فاعلة بما يحتويه من تراكم في الخبرة البشرية.
وأنه على عكس ما يتصوره البعض من أن التاريخ ليس إلا مجموعة قصص وحكايات لا تمت للحياة بصلة، وأن التاريخ لا دور له في تغيير مسار الأمم، على العكس من ذلك جاء هذا الكتاب ليثبت أن التاريخ الإسلامي كان حافلاً بالنهضات والحركات التغييرية، وأنه نافذة على المستقبل، وهو كفيل بتوضيح الرؤية وإعطاء البصيرة لإنتخاب المسير... خصوصاً إذا ما تمت متابعة أحداثه المهمة في الإصلاح والتغيير.
وإلى هذا، فإن الكتاب يبحث الفترة التاريخية بين عامي (61- 254) للهجرة (أي بعد واقعة كربلاء وإستشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه إلى بداية عصر الغيبة) وبالرغم من أن هذه الفترة كانت مصيرية بالنسبة للرسالة الإسلامية، وكانت ذات تأثير كبير وأساسي في حركة الأمة؛ إلا أن البعض فسر نهضة الإمام الحسين وما انتهت إليه من نهاوية دموية مفجعة بأنها كانت بداية إنكماش النهضة الإسلامية وخمود الأمة، إلا أن المؤلف في كتابه هذا يثبت عكس ذلك تماماً، حيث يرى أن النهضة الحسينية كانت بداية إنطلاق ثورات ونهضات رسالية كثيرة في التاريخ أدت إلى سقوط الأمويين ومن ثم العباسيين، كما أدّت دوراً كبيراً في تثبيث حركة الرسالة في الأمة والحفاظ على جوهر الدين ومضمونه الرسالي والإجتماعي.
ويتضح من ذلك ضلوع المؤلف في منهجيته التحليلية لأحداث التاريخ، وتميزه برؤية قرآنية ثاقبة وعميقة لكل أمور الدين والحياة، ومنها التاريخ من جهة ثانية، لذا، وبسبب ذلك كله خطي هذا الكتاب بقيمة علمية كبيرة ففيه الكثير من الرؤى والبصائر التي تساعد على الإنطلاق من التاريخ الإسلامي المشرق لبناء حياة للمسلم معاصرة أو مستقبل له مبني على أسس رسالية تنشد التقدم للأمة في الحياة الدنيا، والفلاح والسعادة في الآخرة.
إلى جانب ذلك، فإن المؤلف في كتابه هذا يثبت وحدة أتباع أهل البيت وإرتباطهم المباشر أو غير المباشر بأئمة الهدى عليهم السلام، كما يعيد الإعتبار لقيادات النهضات الرسالية المختلفة عبر التاريخ، وأخيراً، فالتاريخ هو مدرسة تتعلم فيها الأمم كيفية سلوك طريقها المستقبلي بأفضل النتائج وأقل الخسران، والأمة التي لا تقرأ تاريخها، ولا تأخذ الدروس والعبر منه سواء السلبية منها أو الإيجابية، لا تستطيع شقّ طريقها في الحياة بشكل سليم ودون عثرات قاتلة.
وبالعودة؛ فقد تم ترتيب الكتاب ضمن أربعة أبواب وفصول، جاءت رؤوس مواضيعها على النحو التالي: الباب الأول: مدخل لدراسة التاريخ الرسالي (لماذا ندرس التاريخ، كيف يجب أن ندرس التاريخ، نشوء الحركة الرسالية، الحركة الرسالية إمتداد لحركة الأنبياء عليهم السلام)، الباب الثاني: مسيرة الحركة الرسالية في العهد الأموي (سيرة وحياة الإمام السجاد، وضع الدولة الإسلامية في عصر الإمام السجاد، الحركة الرسالية في عهد الإمام السجاد، الحركات السياسية في زمن الدولة الأموية، الحركة الرسالية في العهد العباسي (الحركة الرسالية في عصر الإمام الصادق، كيف كان الإمام الصادق يوجه الأمة، أئمة أهل البيت والصراع السياسي في الأمة)، الباب الرابع: مسيرة الحركة الرسالية في العهد العباسي (الحركة الرسالية في عهد الإمام الكاظم، الحركة الرسالية في عهد الإمام الرضا، الحركة الرسالية في عهد الإمام الجواد، الحركة الرسالية في عهد الإمام الهادي، الحركة الرسالية في عهد الإمام العسكري)، وأخيراً جاءت الخاتمة وجاءت حول كيفية قراءة تاريخ الحركة الرسالية، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الطبعة هي الثامنة لهذا الكتاب. إقرأ المزيد