المسالك الجامعية في شرح الرسالة الألفية
(0)    
المرتبة: 140,752
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: جمعية ابن أبي جمهور الأحسائي لإحياء التراث
نبذة نيل وفرات:الرسالة الألفية هي لشمس الملّة والحق والدنيا والدين أبو عبد الله محمد بن مكي [محمد بن محمد بن حامد بن مكي...] الشهير بالشهيد، ولد سنة 734هـ في جزين، درس مبادئ العربية على والده الشيخ جمال الدين مكي، وتتلمذ لدى أبي زوجته الشيخ أسد الدين الصائغ الجزّيني، ثم هاجر إلى ...العراق لمواصلة دراسته، فاشتغل بتحصيل العلوم عام 751هـ عند تلامذة العلاّمة الحليّ وعند فخر المحققين ونال الإجازة منه.
وسافر إلى مكة والمدينة والقدس والشام، ودرس على أيدي أكابدهم ونال الإجازة من كثير من فحول فقهاء الشيعة، ورغم اشتغاله بالتدريس لم يغفل عن التأليف والكتابة، فألف كتباً كثيرة: ذكرى الشيعة، الدروس الشرعية، واللمعة الدمشقية، ورسائل كثيرة منها: الرسالة الألفية التي شرحها الشيخ الأحسائي في هذا الكتاب وهي رسالة صغيرة في حجمها، كبيرة في محتواها، على ألف فرض في الصلاة رتبها المصنف على مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة.
عرف المؤلف في المقدمة الصلاة الواجبة - ودلائل وجوبها، والحثّ على فعلها من الكتاب والسنّة والإجماع المستجمع لشرائطه، وعلى من تجب، وشرائط صحّتها، وما يجب قبل فعلها، وأقسام الصلاة الواجبة، وأما فضولها الثلاث فجاءت على الشكل التالي: يحتوى الأول على ستين فرضاً، ذكر فيه مقدمات الصلاة الست وهي: الطهارة، وإزالة النجاسة، وستر العورة، والمكان والقبلة، واحتوى الفصل الثاني على تسعمائة وأربعة وعشرين فرضاً، تم فيه بيان مقارنات الصلاة الثمانية، وهي: النيّة والتحريم، والقراءة، والقيام، والركوع، والسجود، والتشهد، والتسليم.
وأما الفصل الثالث فقد احتوى على خمسة وعشرين فرضاً، تم فيه بيان منافيات الصلاة، وهي خمس وعشرون منافية، وأخيراً جاءت الخاتمة ضمن بحثين: الأول: في الخلل الواقع في الصلاة، والثاني تم فيه ذكر خصائص الصلوات الواجبة غير اليومية، هذا وتتضع أهمية هذه الألفية من خلال الشروح والحواشي عليها، وترجماتها وتوضيعها نظماً ونثراً من قبل العلماء والفقهاء والشعراء وأرباب التراجم، وتعدّد طبعاتها.
من شروحها هذا الشرح للشيخ محمد بن علي بن أبي جمهور الإحسائي وهو، العلامة، التقي، المتكلم، الفقيه المحدث [وقد قيل الأحساوي، أو للحساوي، أو للحصاوي، أو الأحسائي]، وهو في سلك مجتهدي الإمامية، أخذ مبادئ العلوم المتداولة في بلاده على علمائها، ونال قصب السبق منهم بمدّة قاسية، ثم رحل إلى العراق، وحضر عند علماء قطر لا سيما الشيخ شرق الدين الحسن بن عبد الكريم الفتّال، كان كثير الترحال وراء تحصيل العلم من أكابره فقصد مكة والبيت الحرام، والشام، والمشهد الرحتوي بخراسان.
كانت ولادته في الإحساء في قرية النتيمية سنة 838- 839هـ، أما وفاته ففي سنة 906هـ، ترك مصنفات كثيرة تأليفاً وشرحاً وحاشية، في الأصول، والفقه، والدراسة، والرجال، والكلام، والفلسفة والأخلاق، والعرفان، والمواعظ، والنصائح، والحديث وغير ذلك.
من شروحاته، هذا الشرح للرسالة الألفية، وهو في شرحه هذا قد سلك مسلكاً قريباً من مسلك المحقق الكركي في جامع المقاصد على قواعد الأحكام للعلاّمة الحليّ، إلا أنه امتاز عنه فيها بأسلوبه الخاص؛ وهو ذكر المسائل بفروعاتها المهمة ببيان أبسط، والإستدلال عليها بما يؤيدها، وهذا شرح جملي اشتمل على جميع ما يتعلق بها من المباحث، مستدلاً بدلائل نقلية وعقلية من الكتاب والسنّة النبوية والولويّة، والإجماعات الإمامية.
ويعتبر هذا الشرح من أحد الشروح الجيدة على الألفية دون إخلال أو أطناب، جعله الشارح متوسطاً أملى أكثره من ذاكرته، فلذلك قلما يذكر أسماء أصحاب الآراء أو المصادر، بل أكثر عباراته عند ذكر الآراء هي "قيل" أو "قال به جماعة" أو "قال بعض الأصحاب" وأمثالها.
ومع ذلك يتبين القارئ من مطالبه أن للشارح ذوقاً فقهياً حسناً، وفهماً سليماً للنص، وإسلام الفهم للدليل بدلاً من إسلام الدليل للفهم، وهو يعدّ من قدرات الفقيه، ونظراً لأهمية هذا الشرح تم الإعتناء به تحقيقاً وتصويباً، فجاء عمل المحقق على الشكل التالي: 1-المقابلة بين نسختين وقع إختيار المحقق عليها، ثانياً عقد مقارنة بين النسختين المخطوطتين وإثبات إختلافهما ثالثاً إثبات الإختلاف الوارد في نسخة (ج) المغيّر لمعنى ما في نسخة (م) رابعاً تخريج الأحاديث النبوية، وكذلك الأقوال قدر المستطاع خامساً تخريج اللغات التي وضحها الشارح في المتن من مصادر رئيسية سادساً إيرادتين الرسالة الألفية من النسخة المصححة في أعلى الصفحات، ويليه الشرح، ووضع هوامش خاصة بالمحقق في ذيل الشرح، وتجدر الإشارة أن هذا العمل يأتي في سياق عملية إحياء تراث منطقة "الإحساء". إقرأ المزيد