زاد المعاد في هدى خير العباد
(0)    
المرتبة: 61,365
تاريخ النشر: 01/01/2023
الناشر: دار ابن كثير
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يقول المؤلف في مقدمة كتابه : ..ومن ها هنا تعلم اضطرار العباد فوق كل ضرورة إلى معرفة الرسول ، وما جاء به ، وتصديقه فيما أخبر به وطاعته فيما أمر ، فإنه لا سبيل إلى السعادة والفلاح لا في الدنيا ، ولا في الآخرة الأعلى أيدي الرسل ، ولا ...سبيل إلى معرفة الطيب والخبيث على التفصيل إلا من جهتهم . ولا ينال رضا الله البتة إلا على أيديهم ، فالطيب من الأعمال ، والأقوال ، والأخلاق ، ليس إلا هديهم ، وما جاءوا به ، فهم الميزان الراجح الذي على اقوالهم ، وأعمالهم ، وأخلاقهم توزن الأقوال ، والأخلاق ، والأعمال ، وبمتابعتهم يتميز أهل الهوى من أهل الضلال ، فالضرورة إليهم أعظم من ضرورة البدن إلى روحه ، والعين إلى نورها ، والروح إلى حياتها ، فأي ضرورة وحاجة فُرضت ؛ فضرورة العبد ، وحاجته إلى الرسل فوقها بكثير ... وإذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم . فيجب على كل من نصح نفسه ، وأحب نجاتها ، وسعادتها ، أن يعرف من هديه ، وسيرته وشأنه ما يخرج به عن الجاهلين به ، ويدخل في عداد أتباعه ، وشيعته ، وحزبه ، والناس في هذا بين مستقلٍ ، ومستكثر ، ومحروم ، والفضل بيد الله يؤته من يشاء والله ذو الفضل العظيم [ ... ] كان ذاك هو واقع المؤلف لتأليف كتابه هذا الذي ضمنه كما ذكر : " كلمات يسيرة لا يستغني عن معرفتها من له أدنى همّة إلى معرفة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وسيرته وهديه ، اقتضاها الخاطر المكدود على عُبَرِهِ وبُجَرِهِ .. " وقد شمل الكتاب كل ما يتعلق بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في نسبه ، ختانه ، أمهاته اللاتي أرضعنه ، .. مبعثه صلى الله عليه وسلم وأول ما أنزل عليه ، في ترتيب الدعوة ولها مراتب ، من أسمائه ، في شرح معاني أسمائه صلى الله عليه وسلم ، في ذكرى الهجرتين الأولى والثانية ، في أولاده ، في أعمامه وعماته ... في كتبه ورسله إلى الملوك ... وقد استوعب الكتاب بأجزائه الثلاثة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم : أحاديثه ، سننه القولية والعملية ، بحيث يمثل مدخلاً حديثياً وفقهياً هاماً ، إلى جانب ذلك فإن ما أعطى الكتاب أيضاً أهمية كون مؤلفه إبن القيم الجوزية ، وهو الفقيه المفتي الإمام الرباني شيخ الإسلام أبو عبد الله شمس الدين محمد بن سعد الزرعي ثم الدمشقي الشهير بـ ( إبن القيم الجوزية ) . ولد إبن القيم في السابع عشر من شهر صفر المنير سنة ( 691 ه ) . ونشأ في جو علمي في كنف والده الشيخ الصالح قيم الجوزية ، وأخذ عنه الفرائض . وذكرت كتب التراجم بعض أفراد أسرته كإبن أخيه أبي الفداء عماد الدين إسماعيل بن زين الدين عبد الرحمن الذي اقتنى أكثر مكتبة مهمة . وأبناؤه : عبد الله وإبراهيم ، وكلهم معروف بالعلم وطلبه . وعُرف عن إبن القيم الجوزية الرغبة الصادقة الجامحة في طلب العلم ، والجَلَدْ والتفاني في البحث منذ نعومة أظفاره . فقد سمع من الشهاب العابر المتوفي سنة 697 ه فقال : ( وسمعت عليه عدة أجزاء ولم يتفنّن في قراءة هذا العلم عليه لصغر السن واخترام المنية له ) وبهذا يكون قد بدأ الطلب لسبع سنين مضت من عمره . ومن مشاهير شيوخه : قيم الجوزية والده ، شيخ الإسلام إبن تيمية الذي لازمه ، ونفقه به ، وقرأ عليه كثيراً من الكتب ، وبدأت ملازمته له سنة 712 ه حتى توفي شيخ الإسلام سجيناً في قلعة دمشق سنة 728 ه ، ومن شيوخه أيضاً المزي . ومن تلاميذه إبن رجب الحنبلي ، وإبن كثير ، والذهبي الذي ترجم لإبن القيم الجوزية في ( المعجم المختص ) بشيوخه ، وإبن عبد الهادي . وقد أثنى إبن كثير عليه فقال : سمع الحديث ، واشتغل بالعلم ، وبرع في علوم متعددة ، ولا سيما علم التفسير ، والحديث الأصليين ، ولما عاد الشيخ تقي الدين إبن تيمية من الديار المصرية سنة 712 ه لازمه إلى أن مات الشيخ فأخذ عنه علماً جماً مع ما سلف له من الإشتغال ، فصار فريداً في بابه في فنون كثيرة . توفي إبن القيم 23 رجب سنة 751 ه ودفن في دمشق بمقبرة باب الصفيير ، وله من التصانيف الكبار والصغار شيءٌ كثير في جميع الفنون . وتجدر الإشارة أن هذا الكتاب يأتي في سلسلة " مؤلفات إبن القيم " . إقرأ المزيد