تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: فضاءات للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:هذا النص الروائي لا يكتبه إلا حازم كمال الدين، رجل المسرح الخبير بتمارين الذاكرة والجسد، يرسي حازم قلمه على أرض هذه المرة؛ والممعن حد الهوس بكتابة نصوص مغايرة للسياق العراق، وعبر سفرات عديدة - كاد أن يقتل في أحدها - يرصد لنا المتغيرات عبر إنزياح صورة الواقع اليومية المأساوية لتصبح ...صورة فنية أبلغ بكثير من صور الواقع، ها هو يمزج بين سردية ممسرحة القديمة والحديثة، وتطلعات ممعنة بالكاريكترية الساخرة عن مستقبل العراق، على أرض بغداد ومن خلال شخصيات تجمع هي الأخرى بين داليا السندباد وداليا علاء الدين، وداليا الزوج المختطف، هذه الذكورية والأنثوية تتشرب كل تفاصيل الرواية، لتغطي الألسن والأزياء والأتربة والرياح والإشاعات، فبغداد لا تمسك بلغة واحد.
فالكل يعيش ضمن ثنائية الذكورة / الأنوثة، مثل هذه الثنائية الطائرة في سماوات بغداد ومعاركها، يقلّب حازم كمال الدين بغداد الحاضرة الغائبة عبر وضعية ما يحدث في الواقع بأسلوب فنطازي ساخر، وبطريقة ممسرحة يمكن أن تبدل الشخصيات مكياجها في كل مشهد فلا يهم أن تكون واقعية ترى ما يحدث أو متخيلة ما سوف يحدث.
فالممكنات قائمة في كل نقطة تفتيش وساتر وحاجز، وعبر مشهد "تمثيل" للواقع عبر الرسم، نرى بغداد وما يحدث فيها مرئية بعيون وأقلام وألوان مجموعة من الفنانين المؤجرين لتدوين خرائب الدمار.
لا يهم أن تتبع شخصية داليا التي اختطف زوجها، أو أن تعيش معها وهي تتنقل بين ممالك الطوائف وحصونها المسيجة بالدين والكونكريت، فالرواية مجس حاد لخربشة كل الصورة القديمة التي خرجنا بها قبل التدمير واحتفظنا بها في الذاكرة، وعند أية عودة للعراق، نجد أن يداً شيطانية تعمدت تخريب تلك الصور المختزنة بالذاكرة العراقية المهاجرة.
أما الذاكرة العراقية التي عاشت وتعيش المآسي المركبة فقد مُحيت بممحاة الحروب والطوائف والفساد، شيء ما يحدث كما لو كنا في فلم سينمائي غريب، لا بأس من أن نعثر بين أونة وأخرى عبر السرد على نتف من مدينتنا، فالخراب، لا يمكن تعميره إذا كانت النفوس خربة، ومثل هذه الحكاية جديرة بأن تقرأ لتضيف عليها فهي نص مفتوح وما عمله حازم هو أن فتح لنا باب الدخول لقراءة نص بغداد المفتوح والذي جعل أي قارئ للرواية غير مكتف بما يقرأه سيضيف الكثير وسيغير الكثير فما زالت بغداد حبلى كما يقول النص بالمحتملات وما كتبه حازم كمال الدين إلا جملة إستهلالية واخزة وغامضة للدخول إلى نص العراق الكبير، رواية تقرأ.
"ياسين النصير" إقرأ المزيد