تاريخ النشر: 30/01/2017
الناشر: فضاءات للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:نص الكاتب والفنان المسرحي حازم كمال الدين نموذج لأطروحات ما بعد الحداثة وإختلاط الأنواع الأدبية وتمازجها لإنجاز بنية النص وهيئته ودلالاته هنا لا حدود للخيال.
السارد هو المرحوم والمقتول غيلة حازم كمال الدين السفاح، لكنه شاهد لا على الإستبداد والدكتاتورية وتزييف التاريخ في بابل ومدن العراق فحسب، بل هو شاهد على ...موته وسيرورة حياته بعد الدفن، لذا يحتشد النص بمونولوج طويل وإستعادات مستبطنة لما سيقوله الشهود على مستقبل الشخصيات، وملاحق بصرية توضح النص المكتوب كشجرة العائلة وخارطة العراق وبغداد والوجوه المصغرة على الشجرة، والملاك طاووس والهدهد وهو ذاته مخرج فلم مياه متصحرة الذي هو عنوان عمله أيضاً.
يجنس حازم كمال الدين نصه كرواية ويتخذ هينة السارد المشارك في العمل، لكنه القتيل والمخرج والشاهد على أحداث الأسرة والبلاد، فمه لا يغلقه تابوت أو قبر، يجتاز أهوال الجنازة والخوف من أن يعترضها الإرهابيون على الطريق، وهي أي جنازته في طريقها إلى مثواه أو نفقه المظلم في أكبر مقرة عرفها التاريخ: وادي السلام.
إن أية قراءة بلا مرافقة لخيال الكاتب وإيقاع عمله والفانتازيا التي يصورها لن تنتج شيئاً؛ القارئ هنا مساهم في العروض والعذابات وحفلات الموت والضغينة الأسرية والوطنية، وطن يتحول كل شيء فيه إلى رماد يوازي مصير مخرج مياه متصحرة وكاتبها وربما قارنها أيضاً.
لقد كان الكاتب في عمله السابق كاباريهت يدعو القارئ لمحفل سردي فيه من الخيال والواقع ما يوافق طبيعة الواقع المعاصر، لكنه هنا يتقدم خطوات أبعد ليجعل الفانتازيا ركيزة العمل ولكنها تتسع لترينا مشاهد من واقع أغرب من الخيال.
هيجانات اللغة هنا والإسترجاعات تليق بما يسميه حازم الزمن الأمريكي، وتهيؤات دفنه على الطريقة البابلية: إنه الماضي مرتحلاً إلى المستقبل، رجل يرى موته ويخلط كل شيء ليجد نفسه أو ما يحسبه كذلك، وهذه التهيؤات هي التي تعطي العمل لا عقلانيته التي هي بالضبط مهمة السارد المقيم في الحاضر والمستقبل كما هو في الماضي في عمل تتشابك خيوطه بخبرة المسرحي والسينمائي والكاتب المنفتح خيالاً والممتلئ رعباً فيهبنا هنا ما يشبه الكابوس.
د. حاتم الصكر إقرأ المزيد