تاريخ النشر: 01/01/1987
الناشر: دار المناهل للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن المصطلح السائر لدلالة (التنبيه) هو كون الشيء الذي لا يحتاج إلى برهان زائد على ما تقدم عليه من إيضاحات، والمتقدم هنا هو كتاب (تحصيل السعادة). وفيه نجد أن الفارابي يقرر أن الكمال هو الغاية الأصلية التي يتشوقها الإنسان في تطلعه نحو حياة أكثر سعادة وسلامة، لأن السعادة الحقيقية ...هي آثر الخيرات طراً، باعتبار أنها تطلب لذاتها لا لشيء آخر يتوسل به إليها.
وهذه السعادة، في ضوء تطبيقاتها العملية، تتصف أفعالها بحالين: أما حالة مذمة، أو حال محمدة، وهي في الحالتين لا تتعدى كونها أحد ثلاثة: أ-أفعال يحتاج الإنسان فيها إلى استعمال أعضاء بدنه وآلاته، كالقيام والعقود والنظر والسماح. ب-أفعال مصدرها عوارض النص، كاللذة والغضب والشوق والفرح والخوف. ج-أفعال تخضع في قيامها لعامل التمييز الذهني عند الإنسان. وجميع هذه الأفعال، إذا قيست من وجهة نظر أخلاقية، تخضع لما يسميه الفيلسوف الفارابي بجودة التمييز أو رداءته. ولكن من أين للإنسان قنية هذه الجودة في التمييز؟ ذلك هو الأصل وهو الغاية في مبحث التنبيه على سبيل السعادة التي قصدها الحكيم. إقرأ المزيد