تاريخ النشر: 23/01/2018
الناشر: دار المناهل للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:رمز اسمه الوطن: "وطني حروفك للجمال مصادر... تثري القريض فيستريح الشاعر / وطني: إليك مشاعري سجلتها... شعراً يفوح يراعة ويناظرُ... وطني!... اما تُعْطى بنيك محبة... فحوك إياها، وأنت مبادرُ... وطني! عليك من المحب تحيةُ... حبلى بأنواع المشاعر زاخر... وطني أحبك حب من يرنو إلى وجه الحبيب، ووجه متباشرُ... وطني ...رعاك الله ما دامت على... وجه البسيطة أبحرٌ وبواخر... وطني! سَلْمِتَ لَمِنْ يُحبّ مُعَزّزاً... في حِضْن مجدٍ لا يراه مناورُ... وطني! عشتقك، والقصائد حُلّبٌ... وأنا وأنت: طبيعةٌ ومُحاوِرُ... أنت الطبيعة، والطبيعة مصدرٌ... ثرٌ بأنواع الجمال ووافرُ... لكنما قلبي تجمّد في حِيْرِهِ... ولديّ كرسي البراعة شاعر... حتى ولو ألفت ألف قصيدة... فالشعر عن أدنى جمالك قاصر... وطني الجزيرةُ إنها كشقيقتي... وكأنني وأنا أنوح... (تماضر).... ناحت على (صخرٍ) وسطّر دمعها... معنّى جميلاً فيه ريحٌ عاطر... تبكي وتبتكر المعاجز في اللقب... وتدور حول القارئين مباخر... فيها البكاء يفوح عطراً زاكياً... وكأنه عود جميلٌ نادر... وطني الجزيرة إنني أبكي على جنباتك الخضراء، إني ضامرٌ... أين المروج اليانعات وأين ما... يبني القريض، وأين حبى الطاهرُ... عاثَتْ بها أيدي الصغار فقد غدت... وكأنها رسمٌ قديمٌ داثر... فترى الورود على الطريق ندوسها... ولقد نهى عن فعل ذاك محاضر... ويردد الإعلام أن فعالنا... تلك الشنيعة كلهن كبائر... لكننا لا نستجيب وترعوي... فإذا الرياض محارقٌ ومقابر... وطني! بنوك تهاونوا فانهض بهم... ولأنت كفوٌ في الحقيقة قادر... وأنا أحبك فاتخذني شاعراً... حمل اليراع فإنه هو ماهر...
"تقع واحة الإحساء، ملهمة الشاعر، في شرقي الجزيرة العربية، وتعدّ منذ القدم من أجمل وأكبر واحات الجزيرة، وقد تعاقبت عليها حضارات عدة، آخرها الحضارة الإسلامية، ساهمت تلكم الحضارات في صنع ثقافة الواحة، ولأنها - كواحة - تحتضن غابات النخيل وعيون الماء الجارية، وبكثافة ملحوظة أعطتها الخضرة الزاهية بما عادت معه البيئة الطبيعية الشاعرة، ولأنها موطن ثقافي تفاعلت على أرضه ثقافات متعددة منحتها اللون الثقافي المتنوع، كانت البيئة الثقافية الشاعر، ولوجود هاتين الظاهرتين، أنجبت العديد من الشعراء برز منهم غير واحد على مستوى العالم العربي، منهم صاحب هذا الديوان ممن ولد وترعرع وشبّ في أحضان طبيعتها الجميلة، وتشرّب ثقافتها الغنية، فصقلت موهبته الشعرية، وهو في قصيدته هذه، بقدر ما يتغنى بموطنه هذا، بقدر ما هو حزين على تلك الطبيعة التي تبدلت، وصار جمالها مفتقداً.
والشاعر بأسلوبه في قصيدته هذه، كما في جميع قصائد هذا الديوان، إنما يملك تلك المصداقية وذلك الأسلوب وتلك المعاني التي تتفاعل معاً لتخلق جرساً موسيقياً يتغلغل في أعماق النفس ويرى ألحاناً تبعث فيها الشجن حيناً والفرح أحياناً. إقرأ المزيد