التفكير الكلامي في بواكيره الأولى
(0)    
المرتبة: 42,027
تاريخ النشر: 10/02/2015
الناشر: المركز الثقافي العربي
نبذة نيل وفرات:ليس البحث في الجدل الكلامي وتاريخه وشخصياته بجديد، بل هو من أقدم المواضيع التي اهتم بها الفكر الإسلامي، وبخاصة في كتب المقالات والفرق، ثم تكاثرت الأسماء وتنوعت المناهج واختلفت المآرب والمشارب في تناول قضايا التراث وشخصياته الفاعلة قديماً وحديثاً. فما الجديد الذي يمكن أن يأتي به بحث حول بواكير ...التفكير الكلامي في القرنين الأول والثاني الهجريين بالتركيز على عمرو بن عُبيد وفكره الكلامي شخصية وفكراً وإضافة؟
لقد بُنيت كثير من الدراسات والأبحاث التي تناولت نشأة الفكر الاعتزالي وعلم الكلام في بداياته الأولى على استنتاجات وتقريرات لم تستند على وقائع علمية، تراءت عند التدقيق والتمحيص ظنوناً بعيدة المنال قريبة من الخيال، وقد كان كثير من كتّاب التراجم والفرق القدامى والمعاصرين ضحايا هذا الضرب من الاختزال والمقررات الجاهزة والاستنتاجات السريعة، مع أن الخوض في نشأة الكلام والاعتزال في نهاية القرن الهجري الأول يمكن تشبيهه بمن يبحث في الظلام عن سبحة انفراط عقدها منذ زمن مديد.
وفضلاً عن ذلك، فإن المصادر لم تتناول حياة عمرو بن عُبيد وبيئته وأفكاره إلا إشارات عابرة، ومن هنا كان نظم هذا العقد مطلباً نفسياً وامتحاناً عسيراً في الوقت ذاته.
ويمكن اعتبار ذلك المطلب إشكالاً أولياً أراد البحث تجليته وخوض غماره. وهو يتفرغ تبعياً إلى إشكالات أخرى أهمها التساؤل عن أسباب ظهور مباحث الكلام عن عمرو بن عُبيد ومن معه في البصرة بالذات وفي ذلك الزمن.
ولئن كان تراث عمرو بن عُبيد الفكري قد ضاع ولم يصلنا منه شيء، إلا أن كتب الفرق والمقالات تكفلت لا محالة بعرض شذرات متفرقة عن سيرته وموقفه وآرائه، ولا يخفى أن تجميع هذه المتفرقات وتنسيقها في بحث موحد عملية عسيرة وصعبة المنال، ولكنها مهمة ومفيدة جداً في فهم نشوء الفكر الإسلامي وتطوره، في بواكيره الأولى، قبل أن يختلط كثيراً بألوان الفكر الأخرى، فارسية أو هيلينية.
وهي إشكالية تستحق التمحيص والتدقيق والمغامرة لأنها لم تتبلور إلى اليوم بالوجه الناصع والمرضي.
اقتضت خطة البحث أن يكون على الصيغة الآتية:
المقدمة: تناولت طرح المشكل ومبررات البحث وآفاقه وصعوباته.
الفصل الأول: عمرو بن عُبيد: حياته وعصره.
الفصل الثاني: الفكر الكلامي قبل عمرو بن عُبيد.
الفصل الثالث: عمرو بن عُبيد بين مدرستيّ الحديث والاعتزال.
الفصل الرابع: عمرو بن عُبيد وجدله العقائدي والاجتماعي.
الخاتمة: عرضت أهم نتائج البحث. إقرأ المزيد