اللحن الثائر ؛ سيرة الأخوين فليفل
(0)    
المرتبة: 39,013
تاريخ النشر: 02/02/2015
الناشر: الفرات للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الموسيقى هي رسالة الطبيعة النقية البسيطة التي تثير مشاعر الإنسان وتطير بها بعيداً عن كل ما هو مصطنع وقبيح، منفتح أمامه أبواباً من الرؤى الصافية تحيل عتمه الأرواح نوراً؛ لذا فإن للموسيقى دورها الهام في إحداث تغييرات في النفوس، وبالتالي في المجتمع نظراً لتأثيرها في النفوس.
وهذا وإن كثير من ...الأشخاص تم تخليد أسمائهم عبر ما قدموه من تحف وأعمال موسيقية أنحتت العقول وأطربت الأسماع، ولا زالت ألحانهم وأسمائهم حاضرة حتى اليوم.
بالمقابل تلاشى بعض الآخر وذهبت أعمالهم طيّ النسيان، وكمحاولة لإعادة أحياء هذه الأعمال والتعريف بأصحابها، نشأت جمعية (عِرَب) محاولةً إحتضان المنسي من التراث الموسيقي والغنائي العربي الشرقي، وعمدت إلى تأسيس مكتبة موسيقية متخصصة؛ الغاية منها إتاحة الفرصة أمام الجميع للإطلاع على هذه الأعمال بطرق ميسرة وبسيطة أتاحتها وسائل الإتصال الحديثة.
إضافة إلى ذلك، إرتأت عِرَب القيام بإعداد دراسات وكتب تعزز جهودها وغاياتها المذكورة آنفاً، وكبداية، اختارت الجمعية بدراسة وبحث موسّقيْن عن موسيقيَيْن لبنانيَّين مغمورين في هذه الآونة، وهما (الإخوان فليفل)، وذلك نظراً لدورهما وإسهامتهما الموسيقية المهمة في عصرهما، والتي عززت من حضور الموسيقى والأغاني في حياة اللبنانيين من خلال جهودهما لإدخالها في المناهج التربوية من ناحية، ومن خلال المسيرات التي كانت تقوم بها فرقتهما الموسيقية في الأحياء الشعبية من ناحية أخرى؛ ومن ثم من خلال إنجازهما المتمثل بتأسيس فرقة موسيقى الدرك اللبناني.
هذا وقد ضمت أعمال الأخوين فليفل الرائعين مواضيع مختلفة تتماهى وروح العصر والمجتمع، إذا اشتملت على المارشات العسكرية والأغاني البيئية والأناشيد الوطنية والدينية؛ بما أحدث وثبة نوعية في الألمان المحلية آنذاك والتي كانت مقتصرة على الأهازيج والمواويل الشعبية، فنقلاها إلى منزلة تحاكي الموسيقى العالمية.
هذا ويستطيع متتبع تاريخ لبنان، أن يجد في سيرة وأناشيد وأغاني هذين الملحنين زاداً له يعينه على فهم تلك المرحلة بشكل أفضل وأغنى لما لها من دلالات في ظل هذا التعتيم على تلك الفترة من حياة اللبنانيين.
من هنا، تأتي أهمية هذه الدراسة والتي جاءت ضمن قسمين، قسم توثيقي وآخر موسيقي، فأوكلت القسم الأول (التوثيقي) إلى الباحث محمد كريّم، المعروف بما كان له من علاقة وطيدة بالأخوين فليفل، إضافة إلى حسن إطلاعه على سيوتي حياتهما.
وإلى هذا، فقد قام الباحث كريّم بتسليط الضوء على دورهما في النهضة الموسيقية اللبنانية وريادتهما في أغاني وأناشيد الأطفال؛ فضلاً عن الدور الوطني في إستنهاض الهمم للوقوف في وجه سيطرة المنتدب؛ بالإضافة إلى حكايات ومناسبات بعض الأناشيد والأغاني الذي ذاع صيتها في ذلك الحين؛ أما القسم الثاني، فقد قام بإعداده الموسيقي العميد جورج حرّو، وذلك لخبرته الطويلة في هذا المجال.
من أجل ذلك عمد إلى قراءة ألحان الأخوين فليفل قراءة موسيقية، محللاً ومقارناً لهذه الموسيقى مع روح عصرهم، ومشيراً إلى تأثيرهما وتأثرهما في هذا المجال، إضافة إلى إحصائه وتفنيده لأعمالهما ووضعها في جداول دخانات تسهل على القارئ عملية البحث.
عسى أن يكون هذا العمل إضافة جديدة، ومساهمة ولو بشكل متواضع في إعادة التذكير بمبدعِيْن ظلمتهما الظروف والأوضاع المعقدة التي يعيشها لبنان منذ أكثر من أربعين عاماً. إقرأ المزيد