تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار الحرف العربي للطباعة والنشر والتوزيع
ينصح لأعمار بين: 9-12 سنوات
نبذة نيل وفرات:هذه الطرف وإن درجت في باب النوادر، ووسمت بطابع الهزل، فإنها ليست كذلك عند من يدرك بصفاء ذهنه خفي ألفاظها، والحكمة الماثلة في معانيها، فهي نوادر الفقهاء والنحويين من الأئمة المشهورين، وما يستظرف من أقوالهم ونكتهم، وإنما يذكر ما يستطرف لخروجه عما يعرف.
وإن أول ما يتبادر إلى أذهان القراء ...عند قراءة هذا العنوان "نوادر الفقهاء": هل يعقل أن يصدر عن مثل هؤلاء الأئمة نوادر ومداعبات، وهل يحسن بالرجال الهداة أن يخلطوا الجدّ بالمزاح؟
وجوابنا أنه قد يستندر من الجدّ الصريح طرائف تخرج بصاحبها عن مقام الحكمة إلى مقام البسمة، فإنه لكل مقام مقال والنوادر تخرج على قدر الرجال. وأهل الأدب والدين لا يستغنون عن طريف القول إذا خاطبوا ظريفاً من الظرفاء، أو إذا جمعتهم مناسبة فاحتاجوا إلى التفكه والملح، وقد قال الأصمعي: بالعلم وصلنا وبالملح نلنا.
وما زال الفقهاء والعلماء يمزحون بما لا يغض من مكانتهم، وما لا ينتقص من مروءتهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بعثت بالحنيفة السمحة". وقال عليه الصلاة والسلام: "إني لأمزح ولا أقول إلا حقا".
وفي ما نطالعه في هذا الكتاب من نوادر الفقهاء والأئمة، مزاج لا يخدش الحياء، وحكمة مشوبة بالفكاهة، فإذا الفقيه في بعض النوادر حكيم يكشف عن خاطرته بلطيف القول وحلو الكلام، مما يقرب إليه خواص القوم وعامتهم، وقد روي أن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "من كانت فيه دعابة فقد برئ من الكبر".
وإذا كانت بعض المواقف اللطيفة قد خرجت بالفقيه عن حدود الجدّ، فإن للنحويين أيضاً مسائل في الفكاهة، تخرج بهم عن حدود النحو والبلاغة، فنجدهم يملحون ويتفكهون ويسخرون، مع ما عرف عنهم من رزانة القول، فإذا النحوي مسامر ظريف، خفيف العبارة والإشارة، أوقع لمقام النكتة معاني الظرف والهزل برائق طلاوته وحلو تعابيره، وهو في كل هذا عارف سبيل الخلاص مما يدخل فيه إذا خاف ألا يستحسن ما يأتيه.نبذة الناشر:لا يخلو أي تجمع إنساني من ذلك الشخص الطريف الذي وهبه الله البديهة والحساسية النقدية المرهفة، التي تجعله يلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديه إلى ضحك.
وتاريخنا العربي، حافل بهذه الشخصيات المرحة الطريفة التي أبدعت ونسج الناس حولها الكثير من الطرائف والنوارد، المفعمة بروح النقد الاجتماعية والخلقي والأدبي والسياسي. إقرأ المزيد