تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار الحرف العربي للطباعة والنشر والتوزيع، دار المناهل للطباعة والنشر والتوزيع
ينصح لأعمار بين: 9-12 سنوات
نبذة نيل وفرات:كثيراً ما كانت النادرة وسيلة صاحبها في الوصول إلى نيل رغائبه ومطالبه، وإن كان هذا المنادر غير معروف في قومه ولا أثر عنه قول مأثور أو فعل محمود. وقد يكون ممن لا يأنس بهم القوم، ثقيل الظل مجتنباً، فإذا بنوادره المليحة تسهل له سبل الاقتراب، فيغدو خفيف الظل مليحاً ...مقرباً إلى مجلس الملوك والأمراء والأجواد يمازحونه ويغدقون عليه، وقد قيل: الممازح يقرب من ذي الحاجة إليه، ويمكن من الدالة عليه.
ومن هؤلاء الذين ملحوا فأفادوا، وأظهروا الهزل فعرفوا وقربوا، فذاع صيتهم واشتهرت نوادرهم ووسموا بها، أبو العبر وبهلول وأبو علي البصير الشاعر.
وأبو العبر هذا هو محمد بن أحمد بن عبد الله الهاشمي، وكان نديماً شاعراً، أديباً، حافظاً للأخبار، من أهل بغداد، وكان كما قال عنه جحظة: "لم أر أحفظ منه، ولا أجود شعراً، ولم يكن في الدنيا صناعة إلا وهو يعملها بيده".
ترك الجد وعدل إلى الحمق والشهرة به وقد نيف على الخمسين ورأى أن شعره مع توسطه لا ينفق مع مشاهدته أبا تمام والبحتري ونظراءهما، وكسب بالحمق أضعاف ما كسبه كل شاعر كان في عصره بالجد.
وإذا كان أبو العبر ممن دخل على الخلفاء والأمراء، وظرف وملح في المجالس والمحافل، وأنشد رائق الشعر فجنى الهبات والمنح، فإن بهلولاً أبا وهيب بن عمرو بن المغيرة، نسب إلى الجنون والبله، فكان يرى في الأزقة والشعاب، يركض الصبيان خلفه ويرمونه بالحجارة، وكان إلى ذلك حافظاً لرائع الأشعار، راوياً للأخبار والمسامرات، خفيف الظل والروح.
ويبقى أبو علي البصير، الفضل بن جعفر بن الفضل بن يونس النخعي، الشاعر النديم، وكان أعمى، وإنما لقب بالبصير على العادة في التفاؤل. وقيل: إنما لقب بذلك لأنه كان يجتمع مع إخوانه على الشراب، فيقوم من صدر المجلس يريد بيت الخلاء فيتخطى الزجاج وكل ما في المجلس من آلة ويعود إلى مكانه، ولم يؤخذ بيده.
هذه الشخصيات الظريفة الثلاث، يجمعها هذا الكتاب في قالب هزلي، وإن كانت معالم الحكمة تظهر من خلال ألفاظها، فلربما كان العيي في بعض النوادر فصيحاً، وبدا الثقيل في بعضها الآخر مليحاً، وإذا بالنادرة المضحكة تحمل إليك معنى يدركه لبك فتفهم الغرض من ورائها.نبذة الناشر:لا يخلو أي تجمع إنساني من ذلك الشخص الطريف الذي وهبه الله البديهة والحساسية النقدية المرهفة، التي تجعله يلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديه إلى ضحك.
وتاريخنا العربي، حافل بهذه الشخصيات المرحة الطريفة التي أبدعت ونسج الناس حولها الكثير من الطرائف والنوارد، المفعمة بروح النقد الاجتماعية والخلقي والأدبي والسياسي. إقرأ المزيد