النظام المعرفي للعلوم الإنسانية لدى ميشال فوكو
(0)    
المرتبة: 72,493
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: صفحات للدراسات والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:أنّ تنامي النزعة الإنسانية ليس حديث العهد، بل يمتدّ حتى مع الإغريق، إلاّ أنّ هذا العمل السابق لأوانه لم يكن مُقتحماً وفقاً لمنهجية تتخذ من الخطاب جوهراً لفهم الإنسان وعلومه، وباختصار شديد، شكّلت العلوم الإنسانية للقرنين السابع عشر والثامن عشر القاعدة الأساسية التي صنعت من الخطاب بداية لفهم الممارسات للقرن ...الحديث والمعاصر الكيان العلمي والفلسفي. يبدو أنّ سيرورة هذا العمل وخروجه من القوة إلى الفعل مع ميشال فوكو(Michel Foucault) (19261984)، شكّل بداية الاهتمام في أوساط علماء الاجتماع، والأنثروبولوجيا معًا..، حيث رافقته صيحات دوّت في الآفاق مُروِّجة بميلاد الإنسان وموته كموضوع وذات بعد أنْ تم تشييئه وتغييبه من الوجود والفكر. ولحسن الحظ، أنّ بروز علماء وفلاسفة أخذا على عاتقهم دراسة موضوع الإنسان وهمومه ومصيره، أحال عن الإحباط الذي كان يتخلل العلوم الإنسانية بفرضها للتحدّي، جعلها تُسقط لكل المحاولات الفوضوية، كلّ هذا كان باستنادها إلى استراتيجيات لفعل الممارسة الحقيقية للخطاب. غير أنّ هذه الصيحات لميلاد عهد جديد، لم يكتب لها البقاء والاستمرارية باعتبار أنّ الإنسان نموذج حديث العهد، وهو ما ينبئ بتشتتها كونها علومًا فهمية، ولاسيمّا أنّ موضوعها قريب من الدنّو من الاضمحلال.
وفي هذا المجال، جاء هذا البحث لينضاف إلى تلك المساهمات السابقة التي تعمل جاهدةً على تنمية الأواصر المعرفية بمختلف حقولها، إذ لا شك أنّ إقامة الأعمدة الأساسية للعلوم الإنسانية من شأنه أنْ يُسهم في خدمة المعرفة العلمية بالجامعة، كون أنّ إنتاج الخطاب العلمي والإنساني يكون بالإنكفاء إلى دراسة الإنسان والمجتمع بالأخص.
ويعد إختيارنا لموضوع النظام المعرفي - الإبستمولوجي للعلوم الإنسانية إلى إهتمامنا بمحاور وجوانب إنسانية شكّلت ولا زالت تشكِّل الهمّ الفلسفي والعلمي لإكتشاف صدى وخبايا مسائلها.
تحديدنا لموضوع - النظام المعرفي للعلوم الإنسانية عند فوكو - ليس الغرض منه الوقوف على تجليات الإختلاف وعرض مباحث التي تم التوصل إليها في العلوم الإنسانية، وإنّما بحث أهم النقاط والقضايا التي تمَّت والمتجلية في إنتاج الخطاب بإضفاء قراءة جديدة، نطمح أنْ تكون مطابقةً ومعبرةً عن هموم وما ينتاب الفكر من أفكار، وهذا دون الإخلال بالإتجاهات والمسائل المتعلقة بعلوم الإنسان. إقرأ المزيد