تاريخ النشر: 06/11/2014
الناشر: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
نبذة نيل وفرات:كان يمكن لبطل رواية "خلف العتمة" أن يكون عادياً مثلنا تماماً، ينطلق إلى الحياة، في الصياح ويعود مع الغروب إلى منزله لينعم بدفء الأسرة وراحة البال. لكنه لم يكفِ ذلك. دخل لعبة الضوء والعتمة مجبراً أو بمحض إرادته، تقاسمه عالم النهار الواضح وعالم الليل الغامض المجهول، بكل استدراجاته الغاوية. ...
بهذا المفتاح ندخل إلى رواية "خلف العتمة" للروائي الصحافي اللبناني سليم اللوزي، وهي رواية ترصد علاقات إجتماعية متشابكة تعكس قدراً من التعقيد هو انعكاس لما نقع عليه في الحياة. المكان الروائي هنا يحيل إلى بيروت زمن الحرب الأهلية، يلاحق البطل تفاصيل المشهد اليومي في المدينة، وينقل من خلاله الروائي، الحالة اللبنانية في تلك اللحظة التاريخية، المتموضعة بين قوى متصارعة تختلف في النظرة إلى مفهوم الوطن. يعيش خلالها البطل حالاً معلقة مكانياً ونفسياً، يفتقد للأمان فيتوارى خلف العتمة.
في الخطاب الروائين يصطنع سليم اللوزي راوياً واحداً يرى الأحداث من موقع المشاهد، لا المشارك، لذلك فهو يستخدم تقنية الراوي العليم، وصيغة المتكلم في علاقات جدلية مع صيغ أخرى لا سيما صيغة الحاضر، والحوار في الرواية يقوم على جمل وعبارات تعبّر عن المعنى بما يناسب من عدد الكلمات، لا أكثر ولا اقل، وهذه الخصيصة تنسجم مع العالم المرجعي الذي تحيل عليه الرواية في عتالم الحرب حيث الجماعات المتنازعة، وحيث يغلب الصوت الواحد، وتنعدم مساحات التلاقي والحوار. إقرأ المزيد