تاريخ النشر: 19/09/2014
الناشر: دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن إلقاء نظرة سريعة على أحوال الأمة الإسلامية في عالم اليوم تكشف عن مفارقة غربية، فمن ناحية تمتلك الأمة الإسلامية - التي تمثل أكثر من خمس سكان العالم - كل المقومات التي تهيء لها فرص الإنطلاق إلى آفاق التقدم والإزدهار بلا حدود، ولا تقتصر هذه المقومات على الجوانب الروحية ...فحسب؛ بل إن لدى الأمة الإسلامية كل المقومات البشرية والمادية أيضاً، فبلاد المسلمين تشتمل على كل خيرات الدنيا من معادن وكنوز مختلفة، كما أن لديها رصيداً حضارياً ضخماً يشكل قاعدة راسخة للثقة والإعتزاز والفخار، وفي الوقت نفسه للإنطلاق والنهوض؛ وهذا يعني أن لدى الأمة الإسلامية ما يؤهلها للإسهام بدور مؤثر وفعال في مسار التاريخ، وتوجيه أحداثه، وإحتلال مكان لائق في خريطة العالم، ولكن الواقع الذي عليه المسلمون - من ناحية أخرى - شيء مختلف تماماً عن هذه الصورة المشرقة، فالأمة الإسلامية أمة متقطعة الأوصال، منهوكة القوى، مستنزفة الموارد مسلوبة الإرادة، وكما وصفها بعض المفكرين المسلمين المعاصرين: "أمة حائرة في عالم محيّر"، وهذه صورة تدمي قلب الصديق وتبهج قلب العدو.
وفي الوقت الذي يسرع فيه العالم الخطى، وينطلق في كل الإتجاهات، يُشغل العالم الإسلامي نفسه بقضايا هامشية تجاوزها الزمن، ويعد الصراع حولها في عصر السباقات العالمية من قبيل الهزل في وقت الجدّ، وهكذا تجد الأمة الإسلامية نفسها في مفترق الطرق، وعليها أن تقرر لنفسها أي طريق تسلك، فأما أن تسلك الطريق الذي يؤدي بها إلى التقدم والإزدهار، وأما أن تظل مكانها متخلفة عن الركب الحضاري فيتجاوزها الزمن، وليس هناك خيار آخر.
إن هموم الأمة الإسلامية كثير، وعليها أن تواجه هذه الهموم والتحديات بإرادة قوية وعزيمة لا تلين وتصميم لا يعرف الضعف والإستسلام حتى تعبر هذا النفق المظلم.
من هنا، يأتي هذا الكتاب الذي يتناول المؤلف من خلاله بعض قضايا الأمة الإسلامية وما يواجهها في الوقت الراهن، وما يمكن أن تفعله للخروج من أزماتها الخانقة، وبإستعراض سريع لفصول هذا الكتاب يتضيح للقارئ تبرير تسميته بــ"هموم الأمة الإسلامية"، بالفصول الثلاثة الأولى تتناول الإسلام وتحديات القرن الحادي والعشرين، والمسجد الأقصى في الكتاب والسنّة، ومفهوم وحدة الأمة الإسلامية أما الفصلان الرابع والخامس فقد خصصهما المؤلف الحديث عن موضوعين هما: القرآن الكريم وخصائص المجتمع الإسلامي، وقضايا المرأة في ضوء الدين والفلسفة، أما الفصلان الأخيران فقد تم فيها تناول قضايا الإستشراق، ودور مؤسسات الدعوة حيال الغزو الفكري؛ وهذه كلها موضوعات تندرج بشكل أو بآخر تحت مفهوم "هموم الأمة الإسلامية" الذي يشكل المحور الأساس لدى المؤلف.
وتجدر الإشارة إلى كثير من البحوث الواردة في هذا الكتاب كان قد تم نشرها في كتاب أصدره المؤلف عام 1988، والذي جاء تحت عنوان (قضايا فكرية وإجتماعية في ضوء الإسلام)، إضافة إلى ما سبق نشره حينذاك عدداً من البحوث التي تتناول موضوعات تعدّ بالغة الأهمية بالنسبة للأمة الإسلامية وبخاصة ما ورد في الفصول الثلاثة الأولى، وأعيد نشر الكتاب عام 1998 تحت عنوان "هموم الأمة الإسلامية". إقرأ المزيد