تاريخ النشر: 18/07/2014
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:حين نعيش أصعب تجربة في الحياة... تجربة الموت!!... فيلم "الآخرة" للمخرج "كلينت ايستوود" يدرس فكرة الآخرة بكل شفافية ورقة وجمال... أنه لا يتوغل في العالم الآخر؛ بل يقوم على فكرة تتجنب فرض نفسها على الواقع وأن لا تتجاوز ما هو مستحيل، هي فكرة الوعي بعد الموت الظاهري.
هذا أمر معقول ...وقابل للتصديق، فهناك الكثير ممن نجوا من الموت بأعجوبة والذين ينقلون نفس الذكريات حول الضوء الأبيض ورؤية وأشخاص أعزاء والشعور بالسلام، يبدو أن أحد الشخصيات في الفيلم يمتلك هبة نفسية نادرة، لكن، هل هو حقاً يستطيع التواصل مع أشخاص من الجانب الآخر؟ بعض أشكال توارد الخواطر قد تكون ممكنة، ولربما يستقبل بسهولة ما قد يرغب الأشخاص في سماعه، أو ما قد يحتاجون إلى معرفته من قبل أجابهم الراحلين، إنه يجلب شيئاً من الجانب الآخر، وقد لا يتشكل في عقول عملائه، أو ربما هم يعرفون هذا الشيء ويودون سماعه.
هذا موضوع يعير نفسه والهراء النفسي، كم هو غريب وجود عدد كبير من الناس الذي يؤمنون بمفاهيم العصر الجديد ونهاية العالم التي تجذبهم لتجربة القدرات غير الإعتيادية على أنفسهم والآخرين دون إكتراث بما هو معقول أو قابل للتصديق.
هذا الفيلم سيجعل بعض الأشخاص مضطربين وغير مستقرين، إنه يكشف أن معظم الوسطاء الروحانيين هم في الحقيقة محتالون، ويفترض أن أحدهم هو "الشيء الحقيقي"، لكن، ماذا بالتحديد هو ذلك الشيء الحقيقي حوله؟... هذا الفيلم للأشخاص الأذكياء الذين يشعرون بالفضول الطبيعي حول معرفة ما قد يحدث حين تعلق الجفون.
الفيلم يروي ثلاث قصص رئيسية، القصص تلتقي عند النهاية في واحدة من تلك الصدف الغريبة التي لا تخطر على البال، هل هذا ممكن؟ نعم، هل هي متوقعة؟ كلا.. الصدف أبداً غير متوقعة، ولهذا السبب تشعر بها... الشخصيات يتصرفون طوال الفيلم بطرق تبدو ومنطقية ومعقولة بما فيه الكفاية.
الإحتمالات تبقى مفتوحة، وينبغي أن تكون كذلك، يجب علينا أن نعيش الحياة التي نعرفها دون الإعتماد على أي شيء وراء الأفق... أنت تشاهد الأفلام في السينما وعلى مئات القنوات الفضائية، وعلى آلاف المواقع الإلكترونية، وقد تشتريها أو تؤجرها أو تحملها على حاسوبك أو هاتفك.
من المحتمل أنك قد كرست آلاف الساعات من حياتك في إستيعاب مفهوم الفيلم السينمائي، مع خبرتك الكبيرة، لا يمكن لأحد أن يلومك حين تتساءل عن سبب قراءتك لكتاب كهذا ليخبرك كيف ترى الأفلام.
في النهاية، قد تقول: "إنه مجرد فيلم!!!" بالنسبة لمعظمنا، الأفلام وقفة إستراحة أو هروب من حياتنا اليومية، في الحقيقة الأفلام التي تشاهدها تشكل لنا الطريقة التي ننظر بها للعالم من حولنا، ومكاننا في هذا العالم، والتحليل الدقيق لفيلم معين من شأنه أن يطلعنا من الأمور حول الفنانين القائمين عليه، وبالتأكيد أي شكل من أشكال الفن بهذا النفوذ يستحق الدراسة والفهم لأعمق مستوى ممكن.
من هنا، يأتي هذا الكتاب الذي يضم مجموعة من الأفلام منتقاة بشكل جيد بهدف دراستها وتحليلها وتقديرها، لجعل القارئ "يرى" الأفلام بدلاً من مشاهدتها بشكل عادي، وسيطلعه على الكثير من الأمور حول المبادئ والأشخاص والأدوات التي يوظفها السينمائيون في صناعة الأفلام وسود القصص، ونقل المعلومات والمعاني، والتأثير على الأفكار والعواطف...
هو رحلة إلى أعماق أعماق تلك الأفلام المنتقاة بشكل جيد لإكتشاف المعاني الخفية والدفينة لهذا العالم الجميل، من خلال مجموعة مقالات تحليلية حول مجموعة من روائع السينما العالمية. إقرأ المزيد