تاريخ النشر: 03/07/2014
الناشر: المركز الثقافي العربي
نبذة نيل وفرات:تشكل رواية "القسم 14" للروائي الفلسطيني عبّاد يحي شهادة على الوضع القيادي العسكري (الأميركي) وتمارس الرواية شهادتها من خلال رصد حركة الحياة داخل معسكر يتم فيه تدريب الجنود الأميركيين وتجهيزهم للمهمات الموكلة اليهم، حيث يسلط الروائي الضوء "على جانب من الحالة العسكرية في جنوب العالم المتخم بالقواعد الغربية، انطلاقاً ...من عسكر للجنود العائدين من التدريب في الخارج، يحتوي المعسكر قسماً للترفيه عن القوات المسلحة بكل أشكاله، ويكلف بقيادته عقيد وطني في أواخر سنوات خدمته ..". ترصد الرواية أشكالاً من العلاقات التي تربط بين الضابط الأميركي والعقيد الوطني والجنود الأميركيين، ويمكن القول أن هذا العمل يأتي تأصيلاً لمقولة جوهرية ينشغل بها علم اجتماع الحروب والنزاعات، متعلقة بتداخل حيوات المدنيين والعسكر، وشكل هذه العلاقات وتفاعلها، ومدى قدرة المرء (الجندي) على تنفيذ الأوامر أو التهرب منها. ويمكن أن ينسحب هذا الكلام على أكثر من بلد سواء أكان تقدمي أم ديكتاتوري، وأكثر من سياق وبيئة ودولة. ويتمظهر هذا في الرواية بكل ما تقدمه من شهادات وهوامش للعقيد المتأرجح بين ضرورات تشكيل أرواح عسكرية وولاءاتهم، وبين سطوة ذهنية بإحالات جسدية بما فيها (الرغبة) وخيالات تكاد لا تتوقف لديه، وهو – أي العقيد – مسؤول الثكنة العسكرية التي تدور فيها الأحداث، والمسؤول أيضاً عن عسكرييه، الخاضعين لقواعد وتوجيهات صارمة لمفتولي عضلات مشاة البحرية الأميركية، وهكذا تتبع الرواية إدارة العقيد للمعسكر، وموقعه من المنظومة العسكرية الآخذة بالتشكل وسط تصادم هواجسه النفسية بأوامر "اللجنة المشتركة لتدريب القوات المسلحة وقوى الأمن" وعليه يبدو لنا العقيد، أو انفعالاته وبشهادته على ما عاصر في ثكنته هو الشريط الذي يحبكه الروائي في (القسم 14) ، مقدماً تنويعاً تقنياً متوازناً بين التوثيق والنقد والسرد، فنجح في إقامة التوازن المستحيل بين قوة الأنظمة، وهشاشة العسكر بواسطة الأدب ...
عبّاد يحي روائي من فلسطين، صدرت له عن المركز الثقافي العربي روايته الأولى "رام الله الشقراء" و "القسم 14" هي الرواية الثانية للكاتب. إقرأ المزيد