العلاقات العراقية البريطانية 1922 - 1948
(0)    
المرتبة: 346,395
تاريخ النشر: 25/06/2014
الناشر: دار ومكتبة البصائر للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:بدأت العلاقات البريطانية الإيجابية مع العراق مع بداية إحتلالها من قبلها، ففي (6) تشرين الثاني عام (1914) وبعد أن أعلنت تركيا دخولها الحرب بجانب ألمانيا، بدأت بريطانيا بإحتلال العراق بدءاً بإلغاء كأقرب نقطة من قواتها في الخليج ونتيجة لضعف التحصين التركي حيث تقدمت القوات البريطانية نحو البصرة بمقاومة تركية ...ضعيفة.
وتطور الأمر إلى إنسحاب تركي سريع حتى الكوت حين حاولت تركيا زيادة تحصيناتها فيها مع توفر قيادة ألمانية جديدة مما أدى إلى كسبها الجولة في هذه المنطقة ومحاصرتها القوات البريطانية.
لقد أثر هذا الحصار على المعنويات البريطانية بصورة كبيرة وعلى السياسة البريطانية نفسها التي اعتبرته نكسة حقيقية للجيش البريطاني عامة، كما أنها فقدت فاعليتها الإيجابية في نفوس العراقيين إلا أن بريطانيا مع ذلك استمرت في محاولاتها لإحتلال العراق بعد تركيز مستمر في قواتها المسلحة والتبديل في قيادتها العسكرية والسياسية الداخلية واستطاعت أن تتقدم نحو الشمال وتحتل بغداد بقيادة الجنرال (مود) في محاولة منها لإستعادة مكانتها الداخلية في نفوس العراقيين وتخوفاً منها من وصول روسيا التي كانت على مشارف الحدود الشرقية من العراق.
لقد بدأ تنظيم بريطانيا للعراق مع إحتلالها لمدينة البصرة التي حاولت بكل جهدها أن تجعل منها مركزاً إدارياً مهماً لإنطلاقتها نحو العراق بكامله، فعملت على تهدئة الأمور الداخلية بإستتباب الأمن الداخلي؛ فتألفت الشرطة المحلية كما وضعت المدينة في عهدة حاكم عسكري عين له بعد فترة قصيرة نائياً أحدهما في البصرة والآخر في العشار لتنفيذ السياسة البريطانية ولتنظيم الإدارة الداخلية وتسهيل الأمور المحلية التي يجب أن تتكون ملائمة للجيش المحتل.
وهكذا يمضي الباحث في دراسته الموثقة التي تناولت في محورها الأساسي للعلاقات العراقية البريطانية، هذه الدراسة التي اتخذت التقسيم المرحلي لتطور تلك العلاقات من خلال المعاهدات، وقد تضمنت هذه الدراسة تمهيداً وأربعة أبواب وخاتمة، تناول الباحث في التمهيد حالة وتطور العراق خلال الحرب العالمية الأولى، وبدء تنظيم العلاقات العراقية البريطانية على أساس الإنتداب، كما تمت الإشارة إلى الموقف المضاد للإنتداب على المستوى السياسي العراق إن كان حزبياً أو عشائرياً أو دينياً.
أما الباب الأول فقد شمل المعاهدة العراقية البريطانية الأولى عام 1922، شمل ذلك ثلاثة فصول تم فيها تناول مفاوضات المعاهدة والموقف الداخلي فيها إضافة إلى إجتماع المجلس التأسيسي وبدء الحياة الديمقراطية في البلاد ودور هذا المجلس في تصديق المعاهدة كما تم توضيح مدى التشابه والتقارب مقارنة بين صك الإنتداب والمعاهدة هذه، أما الباب الثاني فقد شمل تطور العلاقات العراقية البريطانية بين عام 1926، وذلك بعد تعزيز كون ولاية الموصل جزءاً من العراق بعد تنافس طويل مع تركيا انتهى بتدخل عصبة الأمم التي طلبت بدورها عقد معاهدة 1926 والتي تعتبر المعاهدة الثانية، وهي عبارة عن المعاهدة الأصلية لسنة 1922 مع التمديد الزمني لها 25 سنة بعد أن انقضت مدة الأولى في بروتوكول 1923 إلى أربع سنوات ولما لم يحدث أي تغيير على مستوى الإتفاقيات الملحقة بالمعاهدة الأولى لسنة 1922، والذي طالب به الجانب العراقي بإلحاح نرى الطرفين يدخلان في مفاوضة لمعاهدة جديدة في سنة 1927، حيث كانت معاهدة ناقصة من حيث الإتفاقيات وبالتالي أبطلت وأهملت بالتصريح البريطاني في 14 أيلول من عام 1929 والذي بدأ بعده بالمفاوضات لمعاهدة جديدة أما الباب الثالث فقد تم تخصيصه لمعاهدة الإستقلال لسنة 1930.
أما في الخاتمة فقد وضع الباحث فيها تطور العلاقات العراقية البريطانية بعد فشل معاهدة بور تسموث إلى أن عقدت مصر معاهدة الجلاء سنة 1954 فسارع العراق إلى عهد الإتفاق الخاص سنة 1955 والذي بموجبه تم إلغاء معاهدة 1930 وتم جلاء القوات البريطانية عن العراق.
وتجدر الإشارة إلى أن الباحث اعتمد في دراسته هذه وبالدرجة الأولى على الوثائق البريطانية منها خاصة، حيث أنها كانت تمثل الثقل والعمود الفقري للدراسة، وهذه الوثائق محفوظة في دار الوثائق البريطانية. إقرأ المزيد